لقد نسب إلى بعض أهل العلم القولُ بأنه لا يجوز استعمالُ المسبحة الإلكترونية أو ما يسمى بالخاتم الذي يُحصِي عددَ التسبيحات لأنه أمرٌ محدث؟ فماذا تقولون في ذلك وما الفرق بين وبين السبحة؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأصل هو التسبيحُ بالأصابع فإنهن مُستَنْطَقَات ومسئولات، ولا حرج في استعمال السبحة إذا حسنت فيها النية، ولم تتخذ للمراءاة والمباهاة.
وأما التسبيح بها بالأصابع مع غفلة القلب واللسان عن الذِّكر فهو أدخل في باب العبث، وهو تسبيح باطلٌ ولا أجرَ لصاحبه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وعَدُّ التسبيح بالأصابع سُنَّةً… وأما عَدُّه بالنوى والحصى ونحو ذلك فحسَن، وكان من الصحابة رضي الله عنهم من يفعل ذلك، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم أمَّ المؤمنين تُسبِّح بالحصَى، وأقرَّها على ذلك. ورُوي أن أبا هريرة كان يُسبح به. وأما التسبيحُ بما يُجعل في نظامِ الخرزِ ونحوه، فمن الناس من كَرِهه، ومنهم من لم يكرَهْه، وإذا أُحسنت فيه النية فهو حسنٌ غير مكروه، وأما اتخاذُه من غير حاجة، أو إظهاره للناس مثل: تعليقه في العنق، أو جعله كالسوار في اليد، أو نحو ذلك، فهذا إما رياءً للناس، أو مظنة المراءاة ومشابهة المرائين من غير حاجة، والأول محرَّم، والثاني أقل أحواله الكراهة»(1).
وما يسمى بالخاتم أو المسبحة الإلكترونية يأخذُ حكمَ السبحة، ولا وجه للتفريق بينهما، بل قد تقل فيه المحاذير عن تلك المحاذير الموجودة في السبحة، فهو أولى منها بالترخُّص، فلا حرج في استعماله عند الحاجة إلى ذلك، والحرص على تجنب المراءاة. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) «مجموع الفتاوى» (22/506).