بارك الله في عالمنا الجليل، سؤالي يتعلَّق بابني، وهو طفل يقترب من الخامسة، ذكي ومتحدث، عاقل كأنه من الكبار، ولكني ألاحظ عليه أشياءَ قد لا تكون مُتعلِّقة ببعضها، ولكني أردتُ الاستفسارَ عنها جميعًا، وأرجو إخباري بكيفية التَّعامل معها، وهي كالتَّالي:
1- ابني يتبوَّل في أثناء النَّوْم لا إراديًّا ما لم نُدخله الحمامَ قبل النَّوْم، وأحيانًا يحدث بالرغم من هذا.
2- يخاف من الظَّلام ومن التَّواجد وحيدًا في مكان، ويتحدَّث عن وحوشٍ يخشاها، وأحيانًا يُداري أو يكذب عن خوفه.
3- أراه سلبيًّا في الدِّفاع عن نفسه ضد أذى الأطفال الأخرى، ويُفضِّل تجاهل دفعةٍ أو لطمة على وجهه وكأنها لم تَحدُث، وإذا فشل في التَّجاهل نتيجة وجود شهود من الكبار فإنه يبكي من قِلَّة الحيلة، حاولت مرارًا حثَّه على دفاعه عن نفسه ولكن لم يُفلح هذا، وقد أضاف عبًا عليه لعلمه أني أنتظر سلوكًا معينًا نتيجة الأذى الواقع عليه.
4- ألاحظ عليه انتصاب ذكره في كثيرٍ من الوقت ومَيْله للنَّوْم أو الرقود على بطنه، واهتمامه برؤية البنات، وصارحني يومًا أنه يُحب البنات العرايا، برغم أنه لم يرَ أبدًا مثل هذا وحرصنا الدَّائم على فلترة التليفزيون من المشاهد الخارجة. ونسأل اللهَ لك دوام التَّوْفيق.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
أسأل اللهَ أن يُبارك لك في صغيرك، وأن يُنبته نباتًا حسنًا، وأن يجعله قُرَّة عينٍ لك وأثرًا صالحًا باقيًا ممتدًّا في الحياة وبعد الممات، وبالنِّسْبة لما ذكرت من عوارض تعتري صغيرك فننصح بأن تتخيَّري له طبيبًا نفسيًّا ثقة تعرضينه عليه، ونُوصيك بحسن الاختيار؛ لأن هذا العالمَ إذا تعاملتِ فيه مع غير الصَّالحين كان ضرُّه أقربَ من نفعه، ونسأل اللهَ لصغيرك أن يمسح الله عليه بيمينه الشَّافية، وأن يجمع لكم جميعًا بين الأجرِ والعافيةِ. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.