هل يجوز عرض الأفلام الوثائقية التثقيفية عن الطبيعة التي عليها بعض النِّساء السافرات؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد نَظَر مَجْمعُ فقهاء الشَّريعة بأمريكا في دورة مؤتمره السادس في الانتفاع ببعض الأفلام الوثائقية على ما يشوبها من المعازف، وانتهى إلى هذه التوصية:
• الأصل في المعازف المنعُ لكونها من المُحرَّمات أو من المشتبهات، ويُستثنى من ذلك الدُّفُّ في الأعراس والأعياد ونحوه، ويُرخَّص في الانتفاع بما أعدَّه الآخرون من البرامج العلمية والوثائقية أو التاريخية النافعة أو الأفلام الكرتونية بالنِّسْبة للأطفال، وإن شابها شيء من المعازف، نظرًا لعموم البلوى وندرة البدائل المتاحة، وتفريقًا بين السماع والاستماع، عندما لا تكون هذه الموسيقى المصاحبة مقصودةً في ذاتها، ولا يُصيخ إليها المُشاهِدُ بسمعه ولا يُلقي لها بالًا، فهي أشبهُ بالفواصل الموسيقية في نَشَرات الأخبار التي اتَّفق الجميعُ على الترخُّص في سماعها ومشاهدتها.
ويمكن قياس اشتمال النافع من هذه الأفلام على صور بعض المتبرِّجات على ما جاء في هذه التوصية في ظلِّ عموم البلوى وندرة البدائل، إذا غلبتِ المنفعةُ وكان وجهُها ظاهرًا بيِّنًا بحيث لا يُختلف في أهميتها ومسيس الحاجة إليها، ويُوصى من يشاهدونها بغضِّ النظر عن هذه الصور المنافية للشرع قَدْرَ الطاقة، ويُنبَّه على ذلك في كلِّ مناسبةٍ بحيث يستفيض الخبر بتحريم هذه الصور وخروجها على الشرع. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.