ما هو الحكم في ذهاب المرأة إلى النادي الرياضي (الجيم) المختلط؟ وماذا إذا لم يكن غيره بديل؟ وإن كان حرامًا فما حكم ذهابها مع علمها بذلك؟ وما هو ذنب الزوج إن عارض وأصرت على الاشتراك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأرجو أن يأتمر الزوجان بينهم بمعروف، وأن يقع الاجتهادُ في توفير البدائل، كشراء بعض الأجهزة الرياضية في البيت مثلًا، ثم أن يوفر الزوج لزوجته وقتًا يصطحبها فيه إلى الجيم في بعض الأحيان، ويتخيران من الأوقات ما يغلبُ على الظن فراغ الجيم فيها، أو على الأقل عدم ازدحامه باللاعبين، وأن تخرج المرأة في عفافها وحجابها، وأن يذكرها بشؤم النشوز، ومغبة الإصرار على معصية الله عز وجل، وأن يُكثر الدعاء لها بالهداية والتوفيق.
ثم يبقى السؤال بصفة عامة: ماذا لو أصرت زوجة على معصية الله وأبت الانقياد لبعض شرائعه كالحجاب ونحوه؟ والجواب عن ذلك أن على الزوج أن يوازن بين مفسدة الفراق ومفسدة الإمساك عليها مع بقائها على هذه المعصية، فوجود أولاد بينهما مع الإقامة خارج ديار الإسلام تجعل من خيار الفراق أسوء الخيارات وأقساها على مستقبل الناشئة، فقد يُمسك عليها على ما فيها من عِوَج مع استدامة تذكيرها ونصحها، وإعلان البراءة من عملها، تحصيلًا لأكمل المصلحتين ودفعًا لأعظم المفسدتين. أما إذا كان ذلك قبل البناء بالزوجة أو قبل وجود أولاد بينهما فقد يكون هذا الخيار أسلم وأحكم.
وعلى من ابتلي بشيء من ذلك أن يستشير المخالطين له من أهل الفتوى فإن لكل حالة خصوصيتَها، وأن يُكثر الضراعةَ إلى الله عز وجل أن يُلهِمضه رشده. والله تعالى أعلى وأعلم.
