هل يجوز بيع الأسماك المملحة في أعياد شم النسيم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأعيادَ من جملة الشعائر والمناسك، وهي من خصوصيات الملل والنحل، فتبقى مختصة بأهلها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ»(1).
وأعياد أهل الإسلام السنوية هي الفطر والأضحى، قال الحافظ الذهبي رحمه الله: «فإذا كان للنصارى عيدٌ ولليهود عيدٌ كانوا مُختصين به، فلا يشركهم فيه مسلم كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم» اهـ.
ولا يجوزُ بيعُ المباحات بقصدِ المشاركة في هذه الأعياد أو الإعانة عليها، قال شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم؛ لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك، ولا يحل فعلُ وليمةٍ ولا الإهداء ولا البيع بما يُستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة. وبالجملة ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام»(2).
أما بيعُها على سبيل الاستثمار البحت، كما لو كان من المتخصصين في بيع هذه المباحات التي قد يستخدمها غير المسلمين في أعيادهم- فلا حرج في بيعها باعتبار الإباحة الأصلية، إذا خلا عن قصد المشاركة أو المعاونة.
ويجوز شراؤها لمن اشتهاها لا بقصد المشابهة، وإنما لكثرتها وزهادة ثمنها ونحوه. وإن أخر تناولها ليوم آخر كان أنفى للريبة وأرضى للرب جل وعلا. زادك الله حرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) «مجموع الفتاوى» (25/329).