التوبة من اللواطة والاستغفار لمن مات عليها

يخبرني صديقٌ لي أنه مارس اللواط مع صديقه، وبعد فترة توفي صديقُه الذي مارس معه، وهو الآن نادم وتائب إلى الله، هل الاستغفار للميِّت ينفعُه في قبره من قِبَل الحيِّ الذي مارس معه؟ أرجو الإجابة للأهمية. وهل الصدقة للميت تُكفِّر عنه أثر معصيته؟ والله يحفظكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فاعلم أن معصية اللواطة من أقبح ما عُصِيَ به الله عز وجل على أرضه بعد الشرك بالله، ولقد دمَّر اللهُ على أهل قرية سدوم الذين كانوا يأتون هذا المنكر الخبيث، فجعل عاليَها سافلها، وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود(1).
فبادر إلى التوبة إلى الله عز وجل، واعلم أن للتوبة بابًا فتحه الله عز وجل، ولا يملك أحدٌ من البشر أن يغلقه، فأخبر صديقك بضرورة المبادرة إلى التوبة إلى الله عز وجل، وأن يُكثر من فعل الخيرات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات.
ويشرع له أن يستغفر لصديقه الذي وافته المنية؛ ففي دعاء الأحياء وصدقتهم منفعة للأموات، ولعل الله أن يغفر له؛ فإن أصحاب المعاصي دون الشرك في خطر المشيئة: إن شاء الله عذبهم، وإن شاء غفر لهم؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: 48]. فمن يمت ولم يتب من ذنبه، فأمره مفوض لربه. والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾ [هود: 82].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend