التبــرع بالأعـــضـــاء بعــد الـمـــوت

ســـــــــــؤال :

السۜلاٰمۘ عليۧڪمۘ ورحۡمۘة الله۟ وبرڪاته۟
هل التبــرع بالأعـــضـــاء بعــد الـمـــوت جـائـز؟ فى مشغـن يســأل كــل شخـــص عنـد ملــىء معــامـلــة البطـاقـة الشخصية أو تحـديـدهـا إذا يريد أن يتبرع بأعضائه بعد موته، و توضع علامة قلب أحمر صغير على البطاقة إذا كانت الإجابة بنعم.
هل من الممكن أن توضح لماذا أو لمَ لا يصح التبرع بالأعضاء بعد الموت مع أن التبرع بالدم جائز و الإنسان حي
أفيدونا افادكم الله وجزاكم عنا خيرًا

الجـــــــــــواب :
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحِيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﷺ، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعــد:
❐ فلا حرج في التبرع بالأعضاء بعد الموت، شريطة أن تكون الأعضاء مما لا تأثير لها على الأنساب والموروثات والشخصية العامة، كالخصية والمبيض وخلايا الجهاز العصبي، كما نص على ذلك قرار مجمع الفقه الإسلامي بهذا الخصوص، وأن يأذن الميت بذلك قبل موته وهو كامل الأهلية أي بالغا عاقلا راشدا، أو يأذن به ورثته بعد موته، أو بشرط موافقة ولي أمر المسلمين إن كان المتوفى مجهول الهوية أو لا ورثة له .وأن يكون المتبرَّع له معصوم الدم، أي مسلمًا أو مسالمًا ، وأما الحربيون فلا يجوز التبرع لهم، على أن يتم الأمر تبرعاً وليس معاوضة، لأن الجسم البشري محترم فلا يجوز أن يكون سلعة تباع وتشترى.
جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي ما يلي:
(يجوز نقل عضو من ميت إلى حي تتوقف حياته على ذلك العضو، أو تتوقف سلامة وظيفة أساسية فيه على ذلك، بشرط أن يأذن الميت قبل موته أو ورثته بعد موته، أو بشرط موافقة ولي أمر المسلمين إن كان المتوفى مجهول الهوية أو لا ورثة له
سابعاً:
وينبغي ملاحظة: أنَّ الاتفاق على جواز نقل العضو في الحالات التي تم بيانها، مشروط بأن لا يتم ذلك بواسطة بيع العضو؛ إذ لا يجوز إخضاع أعضاء الإنسان للبيع بحال ما.
أما بذل المال من المستفيد، ابتغاء الحصول على العضو المطلوب عند الضرورة أو مكافأة وتكريماً، فمحل اجتهاد ونظر)
❐ والدليل على جواز التبرع للمسالمين من غير المسلمين:
أن هذا التبرع من باب الصدقة والإحسان، وهو مشروع بالنسبة لغير المحارب، فيدخل في عموم قوله تعالى:(لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8))  وقد روى البخاري (2620) ومسلم (1003) عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي قَالَ: (نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ).

✍هذا وباللهِ التوفيـق و الله أعـلىٰ وأعلـم

تاريخ النشر : 21 أبريل, 2021
التصنيفات الموضوعية:   06 قضايا فقهية معاصرة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend