إعـداد أبحــاث دراسيــة بمســاعـدة آخـريـن!

ســـــؤال:

فضيلة الدكتور
وردت إلينا أسئلة كثيرة بخصوص إمكانيه كتابة الأبحاث التى تطلبها المؤسسات الدراسية لينتقل الطلاب من سنه دراسية إلى السنة التي تليها،
فى ظل تعليق الدراسة بسبب عودة الفيرس من جديد والخوف من انتشار العدوى ومن هذه الأسئلة ما يلى:
– هل يمكن إتمام البحث عن طريق آخذ بحث لصديق في سنة دراسية سابقه، أو عن طريق شبكة الانترنت.
– أو يمكن دفع المال لأحد الجهات المتخصصة لتجهز واعداد البحث!
– وهل يمكن الاستعانة ببعض أفراد العائلة أو الأصدقاء ممن لديهم الخبرة فى ذلك.
افتونا مأجورين..
بارك الله فيكم وأحسن إليكم وجزاكم الله خيرًا‎

الجـــــواب:
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحِيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﷺ، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعــد:
❐ فقد أشرنا مرارًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور) وبينّا أن هذا البحث لإختبار القدرات العلمية للباحث وليس قدرات أحد آخر من عائلته أو من أصدقائه!
وللحكم عليه وليس للحكم على أحد من هؤلاء، فكما لا يُقبل أن يأتي إلى الكلية من يؤدي الإمتحان نيابة عن الباحث، لا يقبل أن يؤدي أحد خارج الكلية البحث نيابة عنه، سواء أكان ذلك تطوعًا أم كان بأجر، وإذا غاب الرقيب خارج الكلية فإن الله شاهد لا يغيب.
إِذا ما خَلَوتَ الدَهرَ يَوماً فَلا تَقُل
خَلَوتُ وَلَكِن قُل عَلَيَّ رَقيبُ
وَلا تَحسَبَنَّ اللَهَ يُغفِلُ ما مَضى
وَلا أَنَّ ما تخفى عَلَيهِ يَغيبُ

ومما أدى إلى تدنى المستوى العلمي وخراب المنظومة التعليمية في بعض بلادنا المأزومة تفشي هذه الظاهرة، حيت يأتي المترفون فيستأجرون العقول والاٌقلام! ويشترون البحوث والدرجات العلمية بأموالهم، ويعودون إلى بلادهم يرفلون في ثياب الزور التي تشبعوا بها! يحملون أرفع الألقاب العلمية ويتبوؤون بها أرفع المناصب الأكاديمية، وهم إلى الأمية العلمية أقرب وإلى دركات الجهل أدنى وبه ألصق!!
ولعل هذا يذكرنا بما ذكره أبو نعيم في (الحلية) وابن الجوزي في (صفة الصفوة) من قصة هذه المرأة التي قالت لابنتها:( يا ابنتاه قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه بالماء، فقالت لها: يا أمتاه وما علمت ما كان من عزمة أمير المؤمنين اليوم؟ قالت:وما كان من عزمته يا بنية؟ قالت: إنه أمر مناديًا فنادى ألا يشاب اللبن بالماء، فقالت لها: يا بنية قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء، فإنك بموضع لا يراك عمر ولا منادي عمر! فقالت الصبية لأمها: يا أمتاه ما كنت لأطيعه في الملأ واعصيه في الخلاء!!!
وسمع عمر القصة فزوجها لأحد أولاده فكان في عقبها عمر بن عبد العزيز.

ولكن يفرق بين ما كان من ذلك مقصودًا لذاته من جهة التقويم لتعلقه باختبار القدرات العلمية والبحثية للباحث وما كان عملًا نمطيًا بحتًا لا يقصد لذاته كتنسيق البحث على الحاسوب وإخراجه، وترقيمه ونحوه، وتزويد الباحث بشيء من المادة العلمية للبحث، وإعانته في جمعها وإرشاده إلى مصادرها، أو المراجعة اللغوية النهائية، فما كان من هذا القبيل فلا حرج أن يستعين الباحث فيه بمن شاء من أهل أو من أصدقائه، سواء أكان ذلك تطوعا أم كان بأجر.

فلا حرج إذن في ان يستعين الباحث في بحثه بمن شاء في نصح أو مساعدة علمية عامة على النحو الذي سبق تفصيله، لا أن يقوم بالبحث نيابة عنه زادكم الله رشدًا وتوفيقًا
✍هذا وباللهِ التوفيـق و الله أعـلىٰ وأعلـم

 

تاريخ النشر : 25 أبريل, 2021
التصنيفات الموضوعية:   06 قضايا فقهية معاصرة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend