امرأة تستشيركم في هذا العمل، سِنُّها 50 سنةً، لها أولادٌ أغلبهم يدرسون، وهي تدرس الآن في مدرسةٍ للتَّمريض، وهي على وشك التَّخرُّج.
تقول: إنها في عملها تكون مضطرَّةً إلى كشف يديها إلى الـمَرفِقَين في حضور طبيبٍ أو غيره للكشف على رجل أو إعطائه الدواء. وفي بعض الأحيان تكون مُلزمةً بتنظيف الرجل البالغ، وقد يحتاج الأمر إلى غسل عورته وتغيير حفاظاته، أو إدخال جهاز أنابيب في ذَكَره لأخذ بوله وفحصه.
تقول أيضًا: إنها قد تعمل في مكان مختلط، بحيث تعطي العلاج للنساء تارة وللرجال تارة أخرى؛ فليس لها الاختيار ولا الرفض. أفيدونا جزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن بعضَ ما ذكرتِ لا تبدو فيه ضرورةُ العمل أو حاجته إلى هذه المخالفة، فمثلًا ما ذكرتِه من أن إعطاء الدَّواء يتطلَّب كشفَ اليدين إلى المرفقين هذا ليس بمُسلَّمٍ، وبعضَ ما ذكرتِه تقتضيه ضرورة العمل بالفعل، ولكن وجه المخالفة فيه واضحٌ، خاصة ما يتعلَّق بكشف العورات المغلظة أو مباشرتها.
فإن وجدتِ ضرورةً إلى هذه الوظيفة، وانعدمت البدائل أو تعذَّرَتْ، فأرجو أن لا حرج إن شاء الله، سواء أكانت هذه الضرورة تتعلَّق بالحاجات الحياتية للمرأة العاملة أم كانت تتعلق بالحاجات العامة للأمة كما في الحروب ونحوها، أما إذا لم تقتض ذلك ضرورةً ولا حاجة عامة مما ينزل منزلة الضرورات فإن التَّورُّع عن ذلك أبرأُ للذِّمَّة، وأصون للدِّين والعرض، ومَن ترك شيئًا لله أبدله الله خيرًا منه. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.