أقمت منذ فترة مع زوجي بأمريكا، وبحثت عن عمل بالاعتماد على شهادتي الجامعية فلم أجد، وبالتالي اضطُررت للبحث عن العمل في أماكن مثل المراكز التجارية أو محلاتٍ لبيع الاحتياجات العائلية من ملبس وأدوات منزلية.
وسؤالي بالتحديد هو: أنه إذا وجدتُ عملًا في محلٍّ لبيع هذه الأمور مجتمعةً من ضمنها الملابس النسائية غير المحتشمة، ولكن في قسم الأطفال مثلًا، أو الاحتياجات المنزلية غير الملابس النسائية، فهل هذا العمل حلالٌ أم حرام؟ علمًا بأنني ملتزمةٌ بالحجاب وبتعاليم الإسلام، وقد اعتمرت قبل فترةٍ ولا أريد أن يكون عملي حرامًا أو فيه أيُّ شبهة بالحرام.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلعلَّ من المناسب أن أُذكِّرك بضوابط عمل المرأة خارج بيت الزوجية كما جاء في وثيقة المجمع، وهي كالتالي:
عمل المرأة خارج بيت الزوجية:
الأصل هو قرارُ المرأة في بيتها لرعاية زوجها وولدها، ولا حرج في عملها خارج بيتها عند الحاجة، وذلك في إطار الضوابط الآتية:
1. أن يكون العمل مباحًا شرعًا، ومُتَّفِقًا مع فِطرة المرأة ومصلحة الجماعة.
2. التشاور والتراضي بين الزوجين بما تقتضيه مصلحة الأسرة.
3. أولوية مصلحة الأطفال في التربية والرعاية الصالحة وتقديمها على ما سواها عند التعارض.
4. الالتزام بالضوابط الشرعية في خروجها ومباشرتها لهذا العمل.
وبناءً على هذه الضوابط فلا حرج في عملك خارج البيت، شريطةَ أن يكون العملُ مشروعًا، ولا يشوِّش على هذه المشروعية وجودُ أشياءَ أخرى تُعرَض للبيع لا تتَّفق مع الشريعة إذا كُنتِ في حاجةٍ إلى هذا العمل ولا تجدين العملَ الذي تمحَّض كلُّه للمشروعية، واقتصر عملُكِ في هذه الأماكن على المشروع الذي لا يتعارض مع الشريعة.
زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.