أنا شابٌّ أعمل في أمريكا، وأنا هنا لمدة سنتين، مشكلتي أنني مُتزوِّج ولي ثلاثة أطفال وأنا بعيد عنهم منذ سنة، ولكنني دائمًا أنظر إلى النِّساء بشهوة، وقد فعلت مقدمات الزِّنى أكثر من مرة، وكل مرة مع امرأة مختلفة أربع أو خمس مرات، وكل مرة أتوب إلى الله ولكنني أعود إلى فعل هذه الأشياء.
مع العلم بأنني أصلي وأقرأ القرآن وأستغفر الله دائمًا، وأنني مواظب على الصَّلاة وأيضًا ليلة الجمعة أصلي ركعتين استغفارًا وأقرأ سورة الكهف والدخان وق والقيامة، وفي بعض الأحيان سورة الكهف ويس والملك والفجر، ومع العلم بأنني ذهبت إلى العمرة منذ ثلاث سنوات مضت، وأيضًا أتصدَّق لوجه الله وأقوم بدفع الزَّكاة، وعندما أكون في بلدي مع أولادي وزوجتي لا أفعل مثل هذه الأشياء أبدًا.
بالله عليكم هل لي من عمل وتوبة صادقة تُكفر عني وتمحو ذنوبي وتخلصني من هذه الأفعال؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن للتَّوبة بابًا فَتَحه الله عز و جل ولا يملك أحدٌ من البشر أن يُغلقه، وما عليك إلا أن تطرقه بحقِّه، وحقُّه أن تعقد العزم الصَّادق على إصلاح ماضيك بالنَّدم، وإصلاح حاضرك بالإقلاع عن الذَّنْب، وإصلاح مستقبلك بالعزم على عدم العودة إلى الخطيئة مرة أخرى، ثم إن زلَّت بك القدم في المستقبل ثانية جدَّدت ذلك، ولا يزال ربُّك توَّابًا رحيمًا.
وننصحك بالإكثار من الحسنات؛ فإن الحسنات يُذهبن السَّيِّئات(1)، كما ننصحك باستقدام أهلك إليك، فإن هذا أعونُ لك على عفافك وصيانة دينك، ولا يزال لسانك رطبًا بذكر الله(2)، ونُوصيك بأن تتَّخذ لك رفقةً صالحة تذكرك إذا نسيت، وتُعينك إذا ذكرت. ونسأل اللهَ لنا ولك العافية. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) قال تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]
(2) أخرج أحمد في «مسنده» (4/188) حديث (17716)، والترمذي في كتاب «الدعوات» باب «ما جاء في فضل الذكر» حديث (3375) من حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه : أن رجلًا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثُرت عليَّ فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ الله». وقال الترمذي: «هذا حديث حسن».