معنى{كَانَ} في قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}

قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 11]كيف يكون {كَانَ } والله دائمًا عليم حكيم، و{كَانَ }فعل ماضٍ؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الله تعالى لم يزل عليمًا حكيمًا، وأما قوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 17]فإن لفظة ﴿كَانَ﴾هنا تفيد الماضي والحاضر والمستقبل، وتعني: اتصاف الله جل وعلا بالعلم، وهذا لا يختص بزمن؛ ذلك أن لفظ «كان» في الأصل لا يفيد إلا الحدوثَ والحصولَ والوجودَ، إلا أن هذا على قسمين: منه ما يفيد حدوثَ الشيء في نفسه، ومنه ما يفيد موصوفية شيء بشيء آخر.
أما القسم الأول: فإن لفظ «كان» يتم بإسناده إلى ذلك الشيء الواحد؛ لأنه يفيد أن ذلك الشيء قد حدث وحصل.
وأما القسم الثاني: فإنه لا تتم فائدته إلا بذكر الاسمين، كما تقول: «كان زيدٌ عالمًا»، فإن ذكر «كان» معناه حصول موصوفية «زيد» بالعلم، ولا يمكن ذكر موصوفية هذا بذاك إلا عند ذكرهما جميعًا، فلا جرم لا يتم المقصود إلا بذكرهما، فقولنا: «كان زيد عالمًا» معناه: أنه حدث وحصل موصوفيةُ زيدٍ بالعلم، وهذا لا يختص بزمنٍ؛ فثَبَتَ بما ذكرنا أن لفظ الكون يفيد الحصول والوجود فقط، إلا أنه في القسم الأول يكفيه إسنادُه إلى اسم واحد، وفي القسم الثاني: لابد من ذكر الاسمين، وهذا من اللطائف النفيسة في علم النحو. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 القرآن الكريم وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend