قراءة القُرْآن وهبة ثوابه إلى المُتوفَّى

هل يجوز أن أقرأَ القُرْآن وأهب ثوابه لوالدي؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن قراءةَ القُرْآن وهبةَ ثوابه إلى المُتوفَّى من مواضع النَّظَر بين أهل العِلْمِ، والصواب في ذلك انتفاع الميت بالقراءة والإهداء، فإنه من جنس الدعاء، والميت ينتفع بدعاء الأحياء كما ينتفع بصدقتهم، ووجه ذلك أن مَن عمل عملًا ملك ثوابَه، ومَن ملك شيئًا فله أن يَهَبَه ما لم يقم بالموهوب له مانعٌ من الانتفاع بالثواب، ولا يمنع منه إلا الكفر، والموت ليس بمانعٍ بدليل وصول الدعاء، وأما حديث: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ…» إلخ(1). فالمنقطع عنه إنما هو ثوابُ عمله هو، وليس عمل غيره إذا أهدي إليه. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «الوصية» باب «ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته» حديث (1631) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 القرآن الكريم وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend