قراءة القرآن بالتشكيل بغير تجويد

هل عدم قراءة القرآن بالتجويد حرامٌ أو فيه إثمٌ أم لا؟ أي يُكتَفى فقط بقراءته بالتشكيل الصحيح فقط دون تعلُّم التجويد من مدٍّ وغنَّة وتفخيم وترقيق وما إلى ذلك؟ ولكم جزيل الشكر والاحترام.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا شك أن الأمة كما هم متعبِّدون بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده، كذلك هم متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقَّاة من أئمة القراءة، والمتصلة بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويتأكد ذلك في حق من قدر عليه، ولم يمنعه عن ذلك مانع من عُجْمةٍ أو عيب في لسانه ونحوه.
وقد قال محمد بن الجزري في الجزرية:
والأخذُ بالتجويد حتمٌ لازم من لم يُجوِّد القرآنَ آثم(1)
والتأثيم إنما يتعلق بما كان من اللحن الجليِّ الذي يتعلق بمبنى الحرف ومعناه، فلا تجوز القراءة به، وأما اللحن الخفي فإن التأثيم به يوقع الناس في حرجٍ عظيم؛ إذ لا يُحسنه كل أحد، ولذلك قال علي القارئ: «وينبغي أن تُراعى جميع قواعدهم وجوبًا فيما يتغير به المبنى ويفسد به المعنى، واستحبابًا فيما يحسن به اللفظ أو يستحسن به النطقُ حالَ الأداء. وأما اللحن الخفي فقال: لا يتصور أن يكون فرض عين يترتب العقاب على قارئه لما فيه من حرج عظيم».
والخلاصة أن القدر الواجب من الأحكام هو ما يتعلق بمنع اللحن الجَلِيِّ فهذا يجب تعلُّمه ويأثم تاركُه، أما تعلم غيره فهو سُنة. والله تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) البيت من متن «المقدمة الجزرية» في أحكام التجويد، وهي لإمام القُراء في زمانه: محمد ابن الجزري الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 833هـ. وهي من بحر الرجز.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 القرآن الكريم وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend