ثواب قراءة القرآن بغير تدبر

هل آخذ ثوابًا عند قراءة القرآن بدون تدبُّر؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فينبغي للذاكر لربه والتالي لكتابه أن يجمع قلبه على الذكر وعلى التلاوة، وأن يتدبر ما يقوله من ذلك، فبهذا ينتفع قلبه، ويعظم ثوابه، ويُكتَب عند الله من الذاكرين.
ومع هذا فنرجو ألا يُحرَم الذاكرُ أجرَ الذكر أو أجر التلاوة، ولو كان ذكره أو تلاوته بغير تدبر، وإن كان أجره دون أجر من جاء بذلك بتدبُّر وتخشع؛ لأن حركة اللسان بالذكر ولو بغير تدبر خير من حركته بالغيبة، وخير من سكوته بالكلية.
قال الحافظ ابن حجر في «الفتح»: «قال الغزالي: حركة اللسان بالذكر مع الغفلة عنه تُحصِّل الثوابَ؛ لأنه خيرٌ من حركة اللسان بالغيبة، بل هو خير من السكوت مطلقًا، أي المجرد عن التفكر. قال: وإنما هو ناقص بالنسبة إلى عمل القلب»(1). انتهى.
وقال الشوكاني في «تحفة الذاكرين»: «لا ريب أن تدبُّرَ الذاكر لمعاني ما يذكر به أكمل؛ لأنه بذلك يكون في حكم المُخاطِب والمناجي، لكن وإن كان أجر هذا أتم وأوفى لا ينافي ثبوت ما ورد الوعد به من ثواب الأذكار لمن جاء بها، فإنه أعم من أن يأتي بها متدبرًا لمعانيها متعقلًا لما يراد منها أو لا، ولم يرد تقييد ما وعد به من ثوابها بالتدبر والتفهم»(2). والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) «فتح الباري» (1/14).

(2) «تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين» ص53.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 القرآن الكريم وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend