ما تفسير الآية الكريمة: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ [البقرة: 223].
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
يعني تعالى ذكره بذلك: نساؤكم مزدرع أولادكم، فأتوا مزدرعكم كيف شئتم، وأين شئتم.
وإنما عنى بالحرث المزدرع، والحرث هو الزرع، ولكنهن لما كن من أسباب الحرث جعلن حرثًا؛ إذ كان مفهومًا معنى الكلام، والمقصود: فانكحوا مزدرع أولادكم من حيث شئتم من وجوه المأتى.
والإتيان في هذا الموضع كناية عن اسم الجماع، فقد روي عن ابن عباس: ﴿فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ [البقرة: 223] قال: يأتيها كيف شاء ما لم يكن يأتيها في دبرها أو في الحيض(1).
وعنه أيضًا قوله: ﴿فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ [البقرة: 223] يعني بالحرث: الفرج، يقول: تأتيه كيف شئت مستقبلة ومستدبرة وعلى أي ذلك أردت بعد ألا تجاوز الفرج إلى غيره، وهو قوله: ﴿فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ﴾ [البقرة: 222](2). والله تعالى أعلى وأعلم.
_______________
(1) أخرجه الطبري في «تفسيره» (2/392).
(2) أخرجه الطبري في «تفسيره» (2/392).