ترجمة معاني القرآن إلى العاميَّة

هل يجوز ترجمة معاني القرآن إلى العاميَّة، أو اللهجة المغربيَّة؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الترجمة مشروعة في الأصل، لأنها من وسائل إبلاغِ كلمة الله لغير الناطقين باللغة العربية، وقد تبلغ مبلغَ الوجوب إذا تعيَّنت طريقًا لتفهيم القرآن، ونقل هِدايَاتِه إلى عير الناطقين بلُغته، وقد قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } [إبراهيم: 4].
ولكن ينبغي أن نُحافظ فيما نكتُبه باللغة العربية على الفصحى، لأنها وسيلة التواصل الجامعة بين الناطقين باللغة العربية، ولولاها لتقطعت أوصال هذه الأمة، وغدَت اللغةُ العربية عدة لغات يحتاج العرب للتفاهم فيما بينهم إلى ترجمة وترجمان.
وقد انتشرت الدعوة إلى إحياء العامية منذُ أيام أحمد لطفي السيد الذي لُقب يومها بأستاذ الجيل، وكان يدعو إلى تمصير العربية من خلال إحياء العاميَّة، ولو استُجيب لدعوته لتقطعت أوصالُ اللغة العربية، وتحولت إلى عدة لغات، وتقطعت معها أوصالُ هذه الأمة، ولكن الله قيَّض يومها المصلحين الذين يأمرون بالقسط من الناس فتصدوا لهذه الدعوة حتى وُئدت في مهدها.
ولا حرج أثناء التخاطب في تبسيط الحديث بالعاميَّة إن احتيجَ إلى ذلك، ولكن أرى الاقتصار على الفصحى فيما يُدوَّن، محافظة على اللغة العربية وسيلةً جامعة بين الناطقين بها، ومحافظة على التراث الذي كُتب بالفصحى، وتمكينًا للأجيال من الانتفاع به من خلال المحافظة على لغته. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 القرآن الكريم وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend