أسألك يا شيخنا الدعاء لي ولأمي ولأختي رحمها الله.
عُرضت عليَّ فرصة للعمل، وأنا مترددة في ذلك، أريد هذا العمل لأجل أن أكسب مالًا لأتصدق به على نفسي وأختي، وأيضًا لكي لا أترك للشيطان فرصة السيطرة عليَّ لحزني على فراق أختي الوحيدة، ونفسيتي تعبت، كما أنني في هذا العمل سأجد الصحبة الصالحة، وهذا شيء مهم بالنسبة لي.
فهل يعتبر خروجي لهذا العمل لهذه الأهداف ينافي الآية ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ [الأحزاب: 33]؟ بمعنى آخر: هل يجوز لي العمل لأجل هذه الأهداف وليس فيها مخالفة للشرع؟
جزاك الله عني خير الجزاء. أفدني أفادكم الله، أنا في حيرة من أمري.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأسأل الله أن يتغمد أختك برحمته، وأن يُفرغ على قلوبكم الصبر والسلوى.
واعلمي يا بنيتي أن قوله تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ [الأحزاب: 33]لا يتنافى مع مشروعية خروج المرأة عند حاجتها إلى العمل أو حاجة المجتمع المسلم إلى عملها؛ فقد قال ﷺ: «إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِـحَاجَتِكُنَّ»(1).
على أن تلتزم في خروجها بالصيانة والعفاف، وعدم التبرج بزينة، وشريطة أن تكون بيئة العمل الذي ستباشره مما يُعينها على ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.
____________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الوضوء» باب «خروج النساء إلى البراز» حديث (147)، ومسلم في كتاب «السلام» باب «إباحة الخروج للنساء لقضاء حاجة الإنسان» حديث (2170)، من حديث عائشة .