سؤالي يا شيخنا عن الآيات المنسوخة ما هي وما حكمها؟ فقد ذهب البعض إلى أن آيات كثيرة في القرآن الكريم تدعو إلى الرحمة والترفق بغير المسلمين قد نسختها آية السيف؟ فما الدليل على ذلك؟ وقرأت أيضًا أن آية الزنى نسخت تلاوتها فكانت: «الشيخ والشيخة» ثم أصبحت «الزاني والزانية» فهل هذا صحيح؟ وإن كان صحيحًا فلماذا نسخت؟ أرجو الإفادة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن آيات الصفح والصبر والمغفرة للذين لا يرجون أيام الله لم تنسخ بآيات السيف في الصحيح من أقوال أهل العلم، وإنما يعمل بآيات الصفح في أزمنة الاستضعاف وآيات قتال المحاربين في أزمنة القوة والشوكة والاستخلاف. والله تعالى أعلى وأعلم.
أما بالنسبة لحكم الزاني المحصن- وهو الرجم- فهو مما نسخت تلاوته وبقي حُكْمه، فقد كان مما يُقرأ في كتاب الله: «الشَّيْخ وَالشَّيْخَة إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّة»، ثم نسخت تلاوتها وبقي حكمها.
وللنسخ حكم عديدة، سواء أكان نسخًا للتلاوة أم كان نسخًا للحُكم، علمها من علمها وجهلها من جهلها، ولعل من أظهر ذلك الابتلاء ليعلم تعالى- وهو العالم- من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، ولله جل وعلا أن يفعل ما يشاء، وأفعاله تصدر عن حكمته. والله تعالى أعلى وأعلم.
