إهداء مصحف لمن يظن أنه لا يقرأ فيه

هل يجوز إهداء مصحف لمسلم على سبيل الدعوة إذا علمت أنه قد لا يعتني به وقد لا يقرأ فيه؟ وهل يجوز أن أقول لهم إنه مما يُوزَّعُ مجانًا على المسلمين وإن لم يكن كذلك حتى لا يرفض أخذه؟ جزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن مبدأ التهادي في ذاته من الأمور المشروعة، وقد جاء في الحديث: «تَهَادُوا تَحَابُّوا». رواه البخاري في «الأدب المفرد» وأبو يعلى بإسناد حسن(1).
وإذا حسنت النية في الهدية، كما لو أهديت مصحفًا ورجوت أن يعين على القراءة وأن يحث على التدين، وأن يذكر بالله عز و جل ، فذلك حسن.
والمسلمون في الجملة يعظمون المصحف، فلا خوف في إهداء أحدهم مصحفًا من أن يناله بسوء، بل إن الذين لا يقرءون في المصحف يزيدون من تعظيمهم الشكلي له جبرًا لما يشعرون به في قرارة نفوسهم من التقصير.
ولست في حاجة إلى الكذب لكي تحملهم على قبول المصحف؛ فإن أهل القبلة قد جرت عادتهم بتعظِيم المصحف، وقبوله ممن يقدمه لهم، واستشعارهم الامتنان لذلك؛ فلا تتحرج. ونسأل الله لنا ولك التوفيق والقبول. والله تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1/208) حديث (594)، وأبو يعلى في «مسنده» (11/9) حديث (6148)، وابن طاهر في «مسند الشهاب» (1/381) حديث (657)، والبيهقي في «الكبرى» (6/169) حديث (11726)، وذكره ابن الملقن في «خلاصة البدر المنير» (2/118) وقال: «رواه البيهقي من رواية أبي هريرة بإسناد ضعيف وروي من طريق ابن عمر وقال ابن طاهر: وهو أصح ما ورد في الباب مع الاختلاف عليه»، والحافظ العراقي في «تخريج أحاديث الإحياء» (2/118) وقال: «البخاري في كتاب الأدب المفرد والبيهقي من حديث أبي هريرة بسند جيد».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 القرآن الكريم وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend