تدريس سني لشيعي

أعمل إمامًا لأحد المساجد، وقد جاءني مهندسٌ شيعيٌّ اثنا عشري جعفري، يريد أن يَدرس اللغة العربية، أخذت الأمرَ على محمل الدعوة وتبيين الحق له لعله يهتدي، الغريب في الأمر أني إذا فتحت أي قضية خلافيَّة كمسألة سبِّ الصحابة أو اتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بما رماها به المنافقون، يذكر لي أنَّه لا يؤمن بهذا ولا يعتقد ذلك، بل هي بريئة من هذا الذَّنب تحديدًا، وأن جماهيرهم لا يسبُّون الصحابة وإن كان هناك منافقين، وغير ذلك, علمًا أنه قارئ جيد جدًّا لأصول مذهبه، وقد أخبرني بذلك صراحةً وعلمته من حواري معه، إضافة إلى أنه لم يصلِّ في مسجدنا ركعةً وهو ليس من مدينتنا. فلا أدري أيستخدم معي التقية؟!
والسؤال: هل أتوقف عن التدريس له؟ علمًا بأني متطوع لا أتقاضى أجرًا، أم أستمر لأدعوه حسبةً لوجه الله علَّه أن يكون من المهتدين؟ أفتونا مأجورين.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن التقيَّة من لوازم مذهب الشيعة، ولكن لا حرج عليك في الاستمرار في تدريسه ونصحه، لعل الله أن يفتحَ قلبَه للحق، وأن يردَّه إليه ردًّا جميلًا.
ولا أحب إلى قلوبنا من توبةِ أهل البدع، فإنهم في نهاية المطاف جزءٌ من هذه الأمة، وإن كان جزءًا معتلًّا.
نسأل الله لنا ولهم العافية، وأرجو أن تُعِدَّ نفسك قبل لقائه حتى لا يعلق بنفسك شيء من مقالاتهم الفاسدة. زادك الله حرصًا وتوفيقًا، وبلغ بكم رسالاته. والله تعالى أعلى وأعلم.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend