فضيلة الدكتور العلامة صلاح الصاوي؛ من خلال متابعتكم للأحداث التي تمرُّ بمصرنا الحبيبة، هل تتفضل وتجلي لنا الأمر وما آل إليه؟ وما هو المطلوب في هذه المرحلة؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلقد تابعتُ كما تابع غيري الأحداث الأخيرة، التي استجدت على المشهد المصري، بَدءًا من التدخُّل العسكري في المشهد السياسي، ثم انتهاءً بما سُمِّي مذبحة الفجر أو مجزرة الحرس الجمهوري، وما توسط ذلك وتبعه من إجراءات استثنائية، ومطاردات أمنية، واعتقالات سياسية.
وحديثنا في هذه الرسالة لا علاقة له بالمناورات الحزبية، ولا بالتراشقات الإعلامية، ولا بالمهاترات الطائفية، فنحن مسلمون مصريون وكفى، شرَّفنا الله عز وجل بالانتساب إلى العلم الشرعي، ووفقنا إلى المشاركةِ في حملِ لوائه خارجَ ديار الإسلام، لم ننتمِ إلى فصيلٍ من الفصائل الدعويَّة، ولا إلى جماعة من الجماعات الإسلامية، ولا إلى حزب من أحزابها، بل عشنا نقول لهم جميعًا: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، واعتصموا بحبلِ الله جميعًا ولا تفرقوا. هذه كانت دعوتنا ولا تزال، ونرجو أن يُثبَّتَنا الله عليها إلى أن نلقاه.
وحديثنا في إطار النصيحة الواجبة التي تعبَّد الله بها أهل الإسلام قاطبةً، وأهل العلم منهم خاصة، حيث أُخذ عليهم الميثاق بالبيان، فقال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187]. وحذرهم من الخيانة والكتمان، فقال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [البقرة: 159، 160]. ونوجز كلمتنا في النقاط التالية:
أولًا: الجيش المصري عزيزٌ علينا، حبيبٌ إلى قلوبنا، فهو دِرع الأمة وحصنها بعد الله عز وجل، وهو أقوى جيشٍ بقي للأمة في المنطقة العربية والإسلامية، ولا يرضى عاقلٌ بالسعي إلى إضعافه، أو مخاصمته وإعلان الحرب عليه، وإلا كان كمن يعقِر نفسه، ويطلق الرصاص على ساقه، ولنذكر أن الرئيس مرسي في آخر خطاب له كرر وصيتَه بالجيش، محافظة عليه وتجنبًا للدخول في مواجهة معه، وهذا هو منطق العقلاء في كل مكان.
ثانيًا: أن الجيوش والممالك لا قيام لها ولا بقاء لها إلا بالعدل، فالممالك تدومُ مع العدل وإن كانت كافرةً، ولا تدوم مع الظلم وإن كانت مسلمةً، ومن دعته قدرتُه إلى ظلم الناس فحريُّ به أن يذكر قدرةَ الله عليه، بل ما أرسل الله رسلَه وأنزل كتبه إلا ليقوم الناس بالقسط، قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } [الحديد: 25].
ثالثًا: أن تأزيمَ المجتمع، وتثويرَ أطيافِه ومؤسساته، وشيطنةَ مؤسسة الرئاسة، ومن ورائها أهل الدين عامةً، والإخوان خاصةً طوال العام المنصرم، ومكر الليل والنهار في إشاعة ثقافة الكراهية من خلال قنوات الفتنة، لإفشال مؤسسة الرئاسة وإسقاطها، وأخيرًا فتنة التوقيعات التي تولَّت كِبرها جماعةُ تمرد- كل ذلك كان أمرًا ممنهجًا، وتدبيرًا مُبيَّتا، لا يحتاج من المراقب إلى فطنة ليدركَه، ولا يتجشم عناءً ليقف عليه، فقد كان أبينَ من الشمس في رابعة النهار، وقد رُصِدَت لذلك أموال هائلة، وإمكانات جبارة، وظاهَرَ على ذلك بعضُ ذوي القربى من دول الجوار غفر الله لهم.
ولا شك أن جيشنا العملاق بمؤسساته الاستخباراتية الحربية والعامة، أعرف الناس بذلك، وقد تحدَّث به العدوُّ والصديق، محليًّا وعالميًّا، وليس من التوفيق ولا من الفطنة مكابرةُ الحقائق، ولا مُراغمة الوقائع المحسوسة، فإن هذا لن يصدِّقَه أحد، وسوف يمثل سحبًا هائلًا من رصيد المصداقية والهيبة لمؤسستنا العسكرية العريقة.
ولا يعني هذا أن أداءَ الرئاسة كان مبرءًا من القصور والعيوب، بل شابَه والله من القصور ما شابَه! ولكن ما كان لمثله أن ينجَح في ظلِّ هذه الأجواء مهما أوتي من عبقريَّة، ومها أوتي من مهارات وكفاءات، ولعل أعظمَ خطأٍ قبول الإسلاميين بالدخول في هذه المعترك في هذه الظروف، ولمَّا تتهيأ نفوسُ الناس وعقولهم بعد لاستيعاب ثقافة الفضيلة، وحياة الطهر والربانية.
وقد قلت منذ اليوم الأول:
ليتَ أهلُ الدين يكتفون بمشاركة نسبية، ويتجنبون التصدُّر في هذه الأجواء المحتقنة، ويقنعون باستثمار أجواء الحرية المتاحة في البلاغ عن الله عز وجل، والبلاغ عن رسوله صلى الله عليه وسلم، وتربية الأمة على الفضيلة، والتعاون مع بقية أطياف المجتمع على مشترك من الخيرِ العام، يلتقون عليه، ريثما تسكن الثائرة، وتستقر الأمور، وتستوي سفينة الوطن على الجودي، ولكن لقد جرَى القلم بما هو كائن!
قد يكون للجيش الذي قرَّر الحيادية من البداية، والوقوف على مسافة متساوية من جميع القوى، والذي بيَّض صفحته بانحيازه إلى الشعب في ثورة يناير، قد يكون له بعضُ العذر في عدم التدخل الحاسم لوقف هذا المسلسل الظلوم، محافظةً على نقاء صفحته، وسلامة سيرته، وكونه موئلًا لكل المصريين، ولكن ليته مضى في هذا الطريق إلى نهايته! بل بمجرد أن وقعت الواقعة، وأعلن عزل الرئيس حتى استيقظت فجأة كلُّ أجهزة الدولة، واستعادت لياقتها، وعملت بكامل طاقتها وكفايتها، واستنفرت كل عتادها وعدتها، فكانت هذه المداهمات والاعتقالات والمجازر.
إن المراقبَ ليقارن بين موقف الأجهزة الأمنية من محاصرة قصرِ الاتحادية من قبل، وما فعله المتظاهرُون ساعتها مما لا يسوغ في شرع ولا عقلٍ، حتى بلغ بهم الحال أن جاءوا بونش ليقتلع بوابة القصر، وكل هذا لم يحرِّك لأجهزة الأمن ساكنًا، ثم موقفها الأخير فيما سمي بمذبحة الفجر أو مجرزة الحرس الجمهوري، التي قُتل فيها المتظاهرون بدمٍ بارد ومنهم ركع سجود، ولا يكاد ينقضي العجبُ من هذه المقارنة، وعند الله يجتمع الخصوم!
ثم يأتي بعد هذا بيانُ المتحدث العسكري ليُعلن على الناس أن الأجهزة الأمنية قد التزمت بأقصى درجات الحكمة، وأنها كانت في حالة الدفاع عن نفسها لصد إرهابيين، وقد شاهد العالم أجمعَ الرصاص وهو يحصد هؤلاء، وأن أعداد القتلى تزيد على الخمسين، وأنهم سقطوا دفعة واحدة، بإصابات مباشرة بالرأس والأجزاء العليا من الجسد، الأمر الذي لا تحتاج إلى خبراء أمنىين ليعلنوا على الملأ في طمأنينة أن رصاص القناصين هو الذي فعل كل هذه الأفاعيل، ولو صحَّ أن الأجهزةَ كانت في مقام الدفاع عن مؤسسات الدولة في مواجهة إرهابيين كما تزعم، فلماذا لم تستهدف السيقان أو الأذرع بدلًا من استهداف الرءوس والقلوب؟
ثم لماذا التخوُّض في الدماء، وهي تحفر في القلوب الأخاديد، وتُوطِّن فيها المواجع والجراحات، وقد يحتاج التعافي منها إلى عقود متطاولة من الزمن؟! وأذكر بقول شوقي في رثاء عمر المختار:
يا ويحهم نصبوا منارا من دم
يوحي إلى جيل الغد البغضاء
ما ضَرَّ لَو جَعَلوا العَلاقَةَ في غَدٍ
بَينَ الشُعوبِ مَوَدَّةً وَإِخاءَ(1)
تُرى هل مسَّ شغافُ قلوبِنا قولُ الله عز وجل: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } [النساء: 93] ؟! وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَنْ يَزَالَ الْـمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَـمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا»(2)؟! و«أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ»(3)؟!
فاللهَ اللهَ في حرمة الدماء، فكلُّ ذنب عسى الله أن يغفِرَه إلا الرَّجُل يموت كافرًا، أو مؤمنًا يقتل مؤمنًا متعمدًا، وإن حرمةَ المسلم عند الله لأعظم من حرمة الكعبة(4).و«لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى الله مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ»(5). و«مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَـمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْـجَنَّةِ»(6).
لقد نُقل إليَّ أن الفريق السيسي قد عُرف بتدينه، وحرصه على العفاف والفضيلة في حياته الخاصة، وأن كتاب الله يُتلى في بيته، ويتعلمه أولادُه، وأن حياته ليست امتدادًا لحياة الضائعين، وثقافته ليست امتدادًا لثقافة النُّخبة التي كفرت بتراثها الديني، وأدارت ظهرها للإسلام وأهله، وأن هذه هي نظرة كثير من أهل الدين له، ولكنها الفتن التي تذَرُ الحليم حيران. وسبحان مقلب القلوب! ولعله في داخله تسوءُه هذه المجازر، وربما وقعت على غير إرادة منه، أو ما تصور أنها تبلغ هذا المبلغ.
إنني أُعيذُه بالله أن تتحول خصومته مع الإخوان أو غيرهم من الفصائل الإسلامية إلى خصومة مع الدين والمتدينين، أو أن يُسام أهل الدين سوءَ العذاب في عهده، أو أن يتمتع بمكتسبات الثورة العلمانيون ومن لا خلاق لهم من المفرِّطين والضائعين، ويحرم منها في عهده أو على يديه الركَّع السجود من أهل العلم وحملة كتاب الله.
لقد كان ولا يزال أملًا ورجاء في قلوب كثيرٍ من المتدينين، وقد رأيت منهم من كانوا يدعون له في جوف الكعبة أن يمكِّنَه الله عز وجل، وأن يمكِّن به، وأن ينصر به وعلى يده الدين والخلق.
وأخيرًا، لقد جرى القلمُ بما هو كائن، ونفَذَ قدرُ الله عز وجل، ولا يفيد التلاوم أو التعاتب، ولكن وصف الدواء أولى من الاستغراق في الحديث عن الجراحات والظلامات.
وتتلخص مبادرتنا للخروج من هذه الأزمة فيما يلي:
• العودة المؤقتة للرئيس المنتخب من الشعب، وردِّ الاعتبار إليه، حتى ينعقد البرلمانُ المنتخب ثم يفوض إليه الأمر في بقاء الرئيس أو في إعفائه، وفاءً بالعهد وإبرارًا للقسم، وانتصارًا للإرادة الشعبية، وآلياتها المشروعة في التولية والعزل، فلا شيء أذهب للسخائم وأنقى للقلوب من هذه الخطوة، وبدون البداءة بهذه الخطوة ستظلُّ كل محاولات الترقيع صيحةً في واد، أو نفخة في رماد.
• إننا نتفهم الحَرَج الذي قد تتعَرَّض له القيادة أمام دول الجوار، التي سارعت بتقديم عونها إلى مصر بعد إقالة الرئيس، ولكن يدفع هذا الحرج الإعلانُ أن هذا الإجراءَ مؤقت، وأن الاختيار سيرجع إلى ممثلي الشعب مرة أخرى، وأن هذا لتفادي فتنة كبرى يمكن أن تأتي على الأخضر واليابس، وقد لاحت نذرها في الأفق.
• يصحب ذلك ويسبقه طيُّ صفحة الانقلاب العسكري، بخيرها وشرها، والتغافر على ما كان فيها أو شابها من تجاوز وسوء تأويل، ولم يفعل الفريق السيسي ومن أعانه من الجيش ما فعله أهلُ مكة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام من إيذاء واستضعاف، ولكنه أعلن لهم على الملأ يوم الفتح: «اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ»(7). لاسيما وأن الفريق السيسي قد وجد من بعض المؤسسات الدينية ما يسوِّغ له ذلك ويظاهره عليه.
• الاعتراف الشجاع من قبل الجيش بالخطأ والتجاوز في ما سمي مذبحة الفجر، وإعلان تحمُّل القوات المسلحة للتعويضات، والديات اللازمة لأسر هؤلاء الضحايا، وتكريمهم وإرسالهم في رحلات جماعية إلى العمرة، فإن هذا أذهب للسخائم، وأبقى للمودات وأذهب للعدوات، وهذا هو الذي يليق بثورة يناير العظيمة، ويليق بسمعة الجيش المصري، وروح العاشر من رمضان، وتاريخه العريق، وصدقني ورب البيت إن المصريين طيبون، ولن تجد عندهم إلا السماحة والتغافر وطيبة القلوب.
• الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين في هذه الأزمة الأخيرة، والإيقاف الفوري لحملات الاعتقالات والمداهمات.
• إعادة القنوات الدينية التي أغلقت، والاتفاق مع الجميع على ميثاق شرف يلتزم بالثوابت الدينية والخلقية والوطنية.
• شروع الرئاسة على الفور في مصالحة وطنيَّة شاملة، لا تستبعد أحدًا، ولا تهمش أحدًا، فبالعدل قامت السموات والأرض، والترتيب في ذلك مع رموز الأحزاب السياسية وقادتها، وأطياف المجتمع المدني كافة.
• مبادرة الرئاسة إلى الاتفاق مع هذه الأطياف الوطنية جميعًا على خارطة طريق، يشاركون جميعًا في رسمها، ومن بينها الاتفاق على تشكيل وزارة كفايات متخصصة في هذه المرحلة الانتقالية.
• خامسًا: الإسراع بإجراء انتخابات برلمانية وفق جدولة زمنية واضحة.
• سادسًا: تُشَكَّل الحكومة من الأغلبية البرلمانية، وللبرلمان بعد انتخابه ولايةُ النظر فيا يتعلق بمستقبل الرئيس بقاءً أو إعفاءً.
وأختم بما بدأت به من أن الجيش المصري حبيبٌ إلى قلوبنا، وأنه درعُ الأمة، وما بقي له من عتاد وعدة بعد الله عز وجل فلا يجوز المساسُ به، ولا الإعانة عليه، ولا التصعيد معه، وإن اعتزال المشهد السياسي برُمَّته أرضى لله عز وجل من الدخول في تصعيد مع الجيش الباسل، الذي ندخره للمحافظة على حدودنا، وردِّ كيد أعدائنا، وهذا هو الذي حملته كلمات الرئيس محمد مرسي في آخر خطاب له، وأكد عليه على الملأ أمام العالم أجمع.
هذا الذي ظهر لنا، وأردنا أن ننصح به لأمتنا ولجيشها العظيم، الذي نُكنُّ له في قلوبنا كلَّ التقدير والاحترام، ونغار عليه كما نغار على حرماتنا وأعراضنا، والله من وراء القصد. والله تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) البيت لأمير الشعراء: أحمد شوقي؛ وهو من بحر الكامل.
(2) أخرجه البخاري في كتاب «الديات» باب «قول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا}» حديث (6862) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
(3) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الديات» باب «قول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا}» حديث (6864)، ومسلم في كتاب «القسامة والمحاربين والقصاص والديات» باب «المجازاة بالدماء في الآخرة وأنها أول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة» حديث (1678)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(4) فقد أخرج ابن ماجه في كتاب «الفتن» باب «حرمة دم المؤمن وماله» حديث (3932) أن عبد الله بن عمر قال في الكعبة: ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمةً عند الله منك.
(5) أخرجه ابن ماجه في كتاب «الديات» باب «التغليظ في قتل مسلم ظلمًا» حديث (2619) من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما. وذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» (3/201) وقال: «رواه ابن ماجه بإسناد حسن».
(6) أخرجه البخاري في كتاب «الجزية» باب «إثم من قتل معاهدًا بغير جُرم» حديث (3166) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه.
(7) «السيرة النبوية» (5/74).