التيارات الإسلامية الفائزة في الانتخابات تُطالب بتطبيق الشريعة، فهل أنتم مع التدرج في التطبيق، أم مع التطبيق الفوري رغم شيوع الفقر والفاقة والعنوسة وملايين العاطلين من الشباب غير القادر على الزواج؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن القدرة شرط في التكليف، و﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]، ولا شك أن تراكم الفساد واستفحاله وتشعُّب مجالاته وامتداده على مدى عقود متطاولة من الزمن يقتضي القبول بالتدرج المرحلي المنضبط في تطبيق الأحكام الشرعية؛ فإن الضعف عن تطبيق بعض الأحكام كما يتصور على مستوى الأفراد قد يتصور على مستوى الدول، ويرجع في جدولة ذلك إلى الثقات من الفقهاء والخبراء، ونحن هنا نتحدث عن تدرج في التطبيق وليس تدرجًا في التشريع.
وعلى كل حال ينبغي رفع الهمم للتشوف إلى إقامة الدين كما أنزله الله، والارتفاع بسقف الطموحات إلى تغيير جميع المنكرات، ولا يتعارض هذا مع القبول المرحلي بالممكن والمتاح في الحال، وتهيئة الأسباب لما يُمكن تحقيقه في المآل، خشيةَ أن يُفضي الإصرار على غير المتاح في الحال إلى فَقْد المتاح وغير المتاح في الحال وفي المآل. والله تعالى أعلى وأعلم.