الســـــــــــؤال :
السَّلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركاتُهُ
• هل هناك مانع شرعي من استخدام النجمة والهلال كرمز لدين الإسلام؟
▪︎افيدونا بارك لله فيكم
الجـــــــــــواب :
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحِيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﷺ، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعــد:
❐ فإن اتخاذ الأهلة أو النجوم شعاراً للمسلمين على مساجدهم أو في أعلام دولهم لا أصل له في الشرع يدل عليه بخصوصه، فلم يكن معروفاً في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﷺولا عهد خلفائه الراشدين بل ولا في عهد بني أمية، وإنما حدث بعد ذلك وقد اختلف في أول حدوثه، وفي أول من فعله، ولعل أول من وضعه على المساجد ونحوها هم الأتراك العثمانيون تمييزًا لمؤسسات المسلمين عن مؤسسات أهل الصليب، وهذه مصلحة بينة ومعتبرة وجرى عليها عمل المسلمين من غير نكير.
❐ولكن عدم وجود دليل معين يدل على ذلك بخصوصه لا يعني عدم جواز مثل هذا الفعل إذا اقتضته مصلحة راجحة، فهو من التراتيب الإدارية، ومسائل السياسة الشرعية، فقد جعل المسلمون منارات للمساجد ولم يكن ذلك في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﷺ ، ولم ينكره أحد، وكذلك الحال في أمر رمزية الهلال أو النجمة.
❐فمثل ذلك كمثل الشعارات التي تتخذها اليوم جميع المؤسسات الإسلامية وعير الإسلامية كشعارات الجامعات والمدارس والشركات والهيئات، ونحوها، بل وأعلام الدول، فما من دولة إسلامية أو غير إسلامية إلا ولها علم، بل وما من مؤسسة كبرت او صغرت إلا ولها في الأعم الأغلب شعار!
وقد كان شعار المسلمين يوم بدر (يا منصور أمت)، قال الصالحي في سبل الهدى نقلاً عن البيهقي عن عروة قال:
كان شعار المهاجرين يومئذ “يا بني عبد الرحمن”. وشعار الخزرج” يا بني عبد الله”، وشعار الأوس” يا بني عبيد الله”، وسمى خيله خيل الله، وكذا قال ابن سعد، ويقال كان شعار الجميع يومئذ: “يا منصور أمت”.
❐ فما كان من هذا القبيل فهو على أصل الحل، إذا اقتضته مصلحة شرعية معتبرة، ولم يعارض بمفسدة راجحة.
هذا وباللهِ التوفيـق و الله أعـلىٰ وأعلـم