والله يا شيخنا إني أحبك في الله، وما زلت أتعلم من فضيلتك فقه السياسة الشرعية منذ سنوات طوال، وسؤالي لا زال في تطبيق الشريعة الإسلامية، هل من الممكن أن تُطبق الأحكام الشرعية وخاصة الحدود مثل حدُّ الحِرابة على يد هؤلاء القضاة المفسدين؟ على اعتبار أنهم قد يستخدمون هذه الأحكام ضدَّ الفصائل الإسلامية وعدم تطبيقها على عموم الناس، وخاصة المجرمين، فهل نقول إننا لا نُطبق الشريعة على يد هؤلاء القضاة إلا عند اختيار قضاء على الطريقة الشرعية أم هناك طرق أخرى؟ خاصة أن أغلبهم لا يعرف عن الشريعة كثيرَ معرفة، وكذلك ليس لهم صفات القاضي المسلم من الشرف والعدالة وتقوى الله .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن خارطة الطريق التي ينبغي أن تسير على هديها الأمة في تطبيقها للشريعة أمرٌ يتولاه الخبراء من فقهاء السياسة الشرعية، بالتعاون مع الخبراء في سائر المجالات، ويقينًا سيستصحبون هذه المفاسد التي ذكرت، وسيعملون على تفاديها في حدود الوسع والطاقة البشرية، فلا تقلق من هذه الناحية، وكل هذا الأمر إلى عالمه، وكن مطمئنًا إلى كفاية الفقهاء والخبراء الذين ستُوكل إليهم هذه المهمة، فهم بالاشتغال بتفاصيلها ومحاذيرها أحذق وأقدر، فاشتغل بما ينفعك، بارك الله فيك وزادك حرصًا وغيرة. والله تعالى أعلى وأعلم.