بين القصاص وما يفعله تنظيم القاعدة

ما تفسير الآية الكريمة (النفس بالنفس والسن بالسن)؟ وهل القصاص في الإسلام يُبرِّر ما يفعله تنظيم القاعدة؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الآية التي ذكرت هي قوله تعالى: ﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [المائدة: 45].
واعلم- وفَّقك اللهُ- أن لغير المسلمين المقيمين بين أظهر المسلمين ممن تربطنا بهم رابطة المواطنة عهدًا وذمةً، تُعصم بمقتضاها دماؤهم وأموالهم وأعراضهم فتصير كدماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم في الحرمة، ومن نقض منهم عهدَه كان هو المَلُوم وهو المسئول عن هذا النقض، وكذلك من أعلن رضاه بصنيعه وأقرَّه عليه، ولا ينسحب حكم هذا النقض لكي ينال أهل ملته جميعًا بريئَهم وظنينَهم، مُحسِنَهم ومسيئهم.
ونحن نقرأ في كتاب ربِّنا: ﴿أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [النجم: 36- 38].
ومن ناحية أخرى فإن محاسبة الناقض لعهده تتولاه سلطاتُ الدولة وأجهزتها، ولا يتولاه آحادُ الناس، فلا مدخل لآحاد الناس في باب العقوبات، وإلا عمت الفوضى وساد الهرج والبغي والتظالم.
أما عن الجهة التي تولَّت كِبْرَ هذا العمل فلا تزال القضية رهن التحقيق، وليس لنا أن نستبق نتاج هذا التحقيق، وغدًا سيطلع الصبح لذي عينين، فلا مُسوِّغ للعجلة في توجيه الاتهامات حتى يصدر قرار الجهات المعنية. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 السياسية الشرعية, 07 الجهاد

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend