بين التصويت في انتخابات الرئاسة والبيعة

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»(1). فهل التصويت في انتخابات الرئاسة يدخل في معنى البيعة الواردة في الحديث؟ أرجو التفصيل. جزاكم الله خيرًا، وزادكم علمًا وفضلًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه مسلم في كتاب «الإمارة» باب «وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن» حديث (1851) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن البيعة هي العهد على الطاعة، لمتبوع يجتمع عليه الناس كلهم، أو سوادهم الأعظم وأهل الشوكة منهم، سواء أسميت بيعةً، أم سميت انتخابًا، أم أطلقت عليها أي تسمية أخرى؛ فإن العبرة بالحقائق والمعاني وليس بالألفاظ والمباني.
والبيعة إن عُقدت على أساس تحقيق العدل وإقامة الدين، وسياسة الدنيا به، كانت بيعةً مشروعةً، ولزمت الطاعة لمن تنعقد له البيعة في غير معصية، ففي «صحيح البخاري» من طريق جنادة بن أبي أمية قال: ثم دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض قلنا: أصلحك الله؛ حدِّث بحديث ينفعك الله به، سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم . قال: دعانا النبي صلى الله عليه وسلم  فبايعناه، فكان فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة في مَنشطِنا ومكرَهِنا وعُسرِنا ويُسرنا وأثرة علينا؛ وألا ننازع الأمر أهلَه إلا أن ترَوْ كُفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان(1).
فتدخل الانتخابات الرئاسية المعاصرة في هذا المفهوم إذا كانت على تحقيق العدل وإقامة الدين. والله تعالى أعلى وأعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه البخاري في كتاب «الفتن» باب «قول النبي صلى الله عليه وسلم : سترون بعدي أمورًا تنكرونها. وقال عبد الله بن زيد قال النبي صلى الله عليه وسلم : اصبروا حتى تلقوني على الحوض» حديث (7056).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 السياسية الشرعية

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend