الجماعات الإسلامية وجدوا أنفسهم منصاعين للخضوع لدعوة الحق، دعوة الكتاب والسنة، فأخذوا يتظاهرون أنهم كذلك على الكتاب والسنة أو أنهم يدعون إلى الكتاب والسنة، لكننا نرى فرقًا كبيرًا جدًّا بين الدعاة. أين الجواب؟ لزوم أي جماعة؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلقد تضمنت الفتوى إجابةً عل سؤالك لو تدبرت، ولكنها العجلة!
لقد ذكرت لك أن للزوم الجماعة معنيين:
أحدهما عِلمي منهجي: وهو يعني لزوم الحق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأن لا تخالفه إلى نِحلَةٍ من نحل فرقِ الضلالة وأهل الأهواء، وهو الذي أشار إليه أبو شامة بقوله: «حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق وأَتباعِه، وإن كان المتمسك بالحق قليلًا والمخالف كثيرًا». وهذا طريقُه قاصد وبيِّنٌ، أن تتعرف على أصول أهل السنة وأن تنتحلها معتقدًا وقولًا وعملًا.
والآخر سياسي: وهو لزوم السلطان المسلم إن وُجد، وعدم الخروج عليه إلا بالكفر البواح، فإن عُدِم فعلى المرء أن يعرف بقلبه المعروفَ والمنكر، وأن يعين على كل بر وتقوى دُعي إليه، وأن لا يعين على أيِّ إثم أو عدوان دعي إليه، وأن يصبر حتى يحكم الله والله خير الحاكمين، ويعقد قلبه على السمع والطاعة لمن تجتمع عليه كلمةُ أهل الحَلِّ والعقد في جماعة المسلمين.
وأما التجمعات الدعوية المعاصرة فهي مجرَّد وسائل وأُطُر دعوية، وليست هي جماعة المسلمين التي جاءت النصوص بلزومها، وحذرت من مفارقتها، بل هي خطوات في الطريق إليها، ولك أن تتخير منا ما كان أقرب إلى السنة وأكثر تفعيلًا لطاقاتك وإبداعاتك، وترجو أن تكون معه أرضى لله وأعبد له.
ولك أن تبقى على مسافة متقاربة من الجميع، تدعم ما عندهم من خيرٍ، وتعتزل ما عندهم من باطل، وتنصح لهم جميعًا، إلى أن يأذن الله عز وجل ويجتمع أهل الحل والعقد حول متبوع مطاع واحد، وما ذلك على الله بعزيز. والله تعالى أعلى وأعلم.
الجماعة التي يجب لزومها(2)
تاريخ النشر : 23 يونيو, 2025
التصنيفات الموضوعية: 05 السياسية الشرعية, 13 مسائل الأقليات المسلمة
فتاوى ذات صلة:
