أنا شاب سوري، وأنتم تعلمون الحرب القائمة على السوريين وأهل السنة خاصة، وأنا كشاب مسلم سني همي الدفاع عن الإسلام والوقوف في وجه الظَّلَمة والطُّغاة كغيري من شباب سوريا الثوار، ولكن أبي يقول لي: «أغضب عليك إذا خرجت في مظاهرة أو أي عمل آخر نصرة للثورة».
وأنا رغم ذلك ما زلت أخرج وأدعو الله أن يُرضي أبي عني، ويعينني على بره، ولكنني عندما أرى القتل والضرب والتعذيب والاعتقال لإخواني لا أستطيع أن أمنع نفسي عن المشاركة.
أرجو من حضرتكم بيانَ الحكم في عدم طاعة الوالدين في مثل هذه الحالات، وأرجو بيان حكم التظاهر ونصرة الثورة الآن هل هو فرض عين؟
أرجو الرد السريع، وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الوالدين يُعتبر إذنهما ويَلزم رضاهما في الخروج إلى الجهاد إذا كان فرضه على الكفاية، أما إذا كان فرض عين فهذا لا يلزم فيه رضا الوالدين، بل يخرج الولد بغير إذن والده، والزوجة بغير إذن زوجها.
والتظاهر في ذاته من مسائل السياسة الشرعية التي تدور في فلك الموازنة بين المصالح والمفاسد، وتختلف فيه الفتوى باختلاف الزمان والمكان والأحوال، وقد يكون فريضة محتومة إذا تعين سبيلًا إلى دفع صيالٍ على الدين أو النفس أو المال.
أما خصوصية الحالة في سوريا فنحن على الرغم من مَراجِلِ الغضب التي تغلي في نفوسنا، وحمم الأسى التي تعتصر قلوبنا لمعاناة إخواننا في سوريا، فإن الفتوى في مثل ذلك يُرجع فيها إلى علماء البلد، فهم أقدر على تقدير الواقع والفتيا فيه بما يناسبه. والله تعالى أعلى وأعلم.