ما صحة حديث: «ارحموا عزيز قوم ذل»؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الحديث موضوع لا أصل له، والظاهر أنه من كلام الفضيل بن عياض:
• فقد ذكره ابن الجوزي في «الموضوعات» وقال: «إنما يُعرف من كلام الفضيل بن عياض، وساقه من جهة الحاكم عن الفضيل بن عياض: أنه قال: ارحموا عزيز قوم ذل، وغنيًّا افتقر، وعالمًا بين جُهَّال. وروى البيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» فقال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني، يقول: سمعت جدي يقول: سمعت سعيد بن منصورٍ يقول: قال الفضيل بن عياضٍ: ارحموا عزيز قومٍ ذل، وغنيًّا افتقر، وعالمًا بين الجهال»(1). انتهى.
• وفي «المنار المنيف» لابن القيم: ومنها: ركاكة ألفاظ الحديث وسماجتها، بحيث يمجُّها السمع ويدفعها الطبع، كحديث: «أربع لا تشبع من أربع: أنثى من ذكر، وأرض من مطر، وعين من نظر، وأذن من خبر»، وحديث: «ارحموا عزيز قوم ذل، وغنيَّ قوم افتقر، وعالمًا تلاعب به الصبيان»(2).
• وأورده الشوكاني : في «الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة» بلفظ: ارحموا ثلاثة: عزيز قوم ذل, وغني قوم افتقر, وعالمًا يتلاعب به الصبيان(3).
• ومن قبل ذلك قال فيه العجلوني في «كشف الخفاء»: رواه العسكري وابن حبان بسند فيه منكر عن أنس، ورواه الخطيب بسند فيه مجهول عن أنس مرفوعًا مثله، لكن بلفظ: وفقيهًا يتلاعب به الجهال. والله تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) «الموضوعات» (1/172).

(2) «المنار المنيف» (1/100-101).

(3) «الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة» (1/278).