عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله ﷺ: «خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ، وَلَا يَزَالُ الْـخَلْقُ يَنْقُصُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ»(1)، هل هذا حديث صحيح؟ جزاكم اللهُ خيرًا.

_________________

(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «أحاديث الأنبياء» باب «خلق صلوات الله عليه وذريته» حديث (3326)، ومسلم في كتاب «الجنة وصفة نعيمها وأهلها» باب «يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير» حديث (2841)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد صح أن اللهَ تعالى قد خلق آدم على صورته وطوله ستُّون ذراعًا، والمقصود بهذا أن اللهَ تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها لم ينتقل في النشأة أحوالًا ولا تَردَّد في الأرحام أطوارًا كذرِّيَّته، بل خلقه الله رجلًا كاملًا سويًّا من أوَّل ما نفخ فيه الرُّوح، فهو على صورته التي كان عليها من مبدأ فطرته إلى موته، لم تتفاوت قامته ولم تتغيَّر هيئته، بخلاف بنِيه فإن كلًّا منهم يكون نطفةً ثم علقة ثم مضغة ثم عظامًا وأعصابًا عارية ثم مكسوة لحمًا ثم حيوانًا مجننًا لا يأكل ولا يشرب، ثم يكون مولودًا رضيعًا، ثم طفلًا مترعرعًا، ثم مراهقًا، ثم شابًّا، ثم كهلًا، ثم شيخًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.