هناك حديثٌ منتشر جدًّا، وهو: لما سُئل رسولُ الله ﷺ: هل يسرق المسلم؟ قال: «نَعَمْ». فقيل له: هل يزني؟ قال: «نَعَمْ». فقيل: هل يكذب؟ قال: «لَا». هل هذا الحديث صحيح؟ وأين أجده؟ بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فعن صفوان بن سليم أنه قال: قيل لرسول الله: أيكون المؤمن جبانًا؟ فقال: «نَعَمْ». فقيل له: أيكون المؤمن بخيلًا؟ فقال: «نَعَمْ». فقيل له: أيكون المؤمن كذابًا؟ فقال: «لَا». رواه الإمام مالك في «الموطَّأ»(1).
أمَّا ما ذكرتَ من السرقة والزنى فلم أقف عليها، بل قد ورد في حديثٍ صحيح جاء في الصَّحيحين وغيرِهما عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله ﷺ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْـخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ»(2). واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) أخرجه مالك في «موطئه» (2/990) حديث (1795)، وذكره ابن عبد البر في «التمهيد» (16/253) وقال: «مرسل مقطوع… ولا أحفظ هذا الحديث مسندًا بهذا اللفظ من وجه ثابت، وهو حديث حسن، ومعناه أن المؤمن لا يكون كذابًا. يريد أنه لا يغلب عليه الكذب حتى لا يكاد يصدق، هذا ليس من أخلاق المؤمنين».
(2) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الحدود» باب «لا يشرب الخمر» حديث (6772)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان نقصان الإيمان بالمعاصي» حديث (57).