هل حديثُ الرسول ﷺ: «إِنَّ لله مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلامَ»(1)، هل هذا في حياة الرسول ﷺ فقط؟
______________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/387) حديث (3666)، والنسائي في كتاب «السهو» باب «السلام على النبي ﷺ» حديث (1282)، والدارمي في كتاب «الرقاق» باب «في فضل الصلاة على النبي ﷺ» حديث (2774)، والحاكم في «مستدركه» (2/465) حديث (3576)، من حديث عبد الله بن مسعود ، وقال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن ظاهرَ الحديث العموم، وليس هناك ما يمنع من هذا العموم شرعًا، ولكن ما قيمة السُّؤال عن ذلك وتشقيق القول في ذلك بعد موت النَّبي ﷺ؟ إن كلَّ مسألةٍ لا ينبني عليها عملٌ فالخوض فيها من التكلُّف الذي نُهينا عنه(1). وخيرٌ لك أن تَعمُرَ وقتك بالصَّلاة والسَّلام على رسول الله ﷺ بدلًا من تشقيق القول في مثل ذلك. زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_____________
(1) فقد أخرج البخاري في كتاب «الاعتصام بالكتاب والسنة» باب «ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه» حديث (7293) من حديث أنس رضي الله عنه قال: كنا عند عمر فقال: نُهينا عن التَّكلُّف.
وفي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الاعتصام بالكتاب والسنة» باب «ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه» حديث (7289)، ومسلم في كتاب «الفضائل» باب «توقيره ﷺ وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه أو لا يتعلق به تكليف وما لا يقع ونحو ذلك» حديث (2358)، من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : أن النبي ﷺ قال: «إِنَّ أَعْظَمَ الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَرَّمْ فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ».