تقديم إبراهيم على غيره بالكسوة في يوم القيامة

ما هو سبب تقديم إبراهيم – عليه السلام- على غيره بالكسوة في يوم القيامة؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن أول من يُكسى من عباد الله يوم القيامة خليل الرحمن أبو الأنبياء إبراهيم، فعن ابن عبَّاس، عن النبي ﷺ قال: «إِنَّ أَوَّلَ الْـخَلَائِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ الْـخَلِيلُ»(1).
قال ابن حجر: وأخرج البيهقي من طريق ابن عبَّاس نحو حديث الباب وزاد: «وَأَوَّل مَنْ يُكْسَى مِنَ الْـجَنَّةِ إِبْرَاهِيمُ، يُكْسَى حُلَّةً مِنَ الْـجَنَّةِ، وَيُؤْتَى بِكُرْسِيٍّ فَيُطْرَحُ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِي فَأُكْسَى حُلَّةً مِنَ الْـجَنَّةِ لَا يَقُومُ لَهَا الْبَشَرُ»(2).
وذكر العلماء أن تقديم إبراهيم على غيره بالكسوة في يوم القيامة؛ لأنه لم يكن في الأولين والآخرين أخوف لله منه، فتعجل له الكسوة أمانًا له ليطمئن قلبه، ويحتمل لأنه كما جاء في الحديث أول من لبس السراويل إذا صلى مبالغةً في التستر وحفظًا لفرجه من أن يَمَسَّ مُصلَّاه، ففعل ما أمر به فجزي بذلك أن يكونَ أول من يُستر يوم القيامة، ويحتمل أن يكونَ الذين ألقوه في النار جردوه ونزعوا ثيابه على أعين النَّاس، كمن يفعل بمن يُراد قتله، فجزي بكسوته في يوم القيامة أول النَّاس على رءوس الأشهاد، وهذا أحسنها. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «أحاديث الأنبياء» باب «قول الله تعالى: ﴿وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا﴾ [النساء: 125] حديث (3349)، ومسلم في كتاب «الجنة وصفة نعيمها وأهلها» باب «فناء الدنياء وبيان الحشر يوم القيامة» حديث (2860).

(2) أخرجه البيهقي في «الأسماء والصفات» (2/276) حديث (839).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الحديث الشريف وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend