سمعت في درسٍ لعبد الحميد كشك : أنه قال: إن الشَّيطان قبل معصيته بعدم سجوده لآدم كان مُطيعًا لله وكان معروفًا بالطَّاعات قبل ذلك، نرجو منكم توضيحًا لهده القِصَّة مع ذكر نوع الطَّاعات التي كان يفعلها ومكانته والقيمة التي كانت عنده قبل المعصية؟ وبارك اللهُ فيكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
فلم تأتِ فيما نعلم آثارًا صحيحة يُعوَّل عليها في هذا الذي ذكرت، وإنما هي حكاياتٌ منقولة وأخبار مرسلة، ولكن الذي نقطع به أن إبليس كان من الجنِّ ففسق عن أمر ربِّه، وأن الجنَّ منهم الصَّالحون ومنهم دون ذلك، والاشتغال بهذه القضايا لا ينبني عليه كثيرُ عملٍ، وكلُّ مسألةٍ لا ينبني عليها عملٌ فالخوض فيها من التَّكلُّف الذي نُهينا عنه(1). ونَسْألُ اللهَ لنا ولك التَّوفيق، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) فقد أخرج البخاري في كتاب «الاعتصام بالكتاب والسنة» باب «ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه» حديث (7293) من حديث أنس  رضي الله عنه قال: كنا عند عمر فقال: نُهينا عن التَّكلُّف.
وفي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الاعتصام بالكتاب والسنة» باب «ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه» حديث (7289)، ومسلم في كتاب «الفضائل» باب «توقيره ﷺ وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه أو لا يتعلق به تكليف وما لا يقع ونحو ذلك» حديث (2358)، من حديث سعد بن أبي وقاص  رضي الله عنه : أن النبي ﷺ قال: «إِنَّ أَعْظَمَ الْـمُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَـمْ يُحَرَّمْ فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ».