قرأت أحاديث عن طريق البريد الإلكتروني انتشرت لدى كثير من النِّساء ولم أسمع بها من قبل:
فعن النَّبي ﷺ: إذا اغتسلت المرأة من حيضها، وصلَّت ركعتين، تقرأ فاتحة الكتاب وسورة الإخلاص ثلاث مرَّات في كلِّ ركعة، غفر الله لها كلَّ ذنبٍ عملته من صغيرة وكبيرةٍ، ولم تُكتب عليها خطيئة إلى الحيضة الأخرى، وأعطاها أجر ستِّين شهيدًا، وبنى لها مدينة في الجنة، وأعطاها بكلِّ شعرة على رأسها نورًا، وإن ماتت إلى الحيضة ماتت شهيد.
وقالت عائشة : ما من امرأة تحيض إلا كان حيضها كفارة لما معها من ذنوبها، وإن قالت عند حيضها: الحمد الله على كلِّ حال، وأستغفرك من كلِّ ذنبٍ، كتب لها براءةٌ من النَّار، وأمان من العذاب.
وأيضًا تقدَّم أن الحائضَ إذا استغفرت عند كلِّ صلاة سبعين مرة كُتب لها ألفُ ركعة، ومُحي عنها سبعون ذنبًا.
فما حكم هذه الأحاديث التي يعتقد فيها كثير من النساء؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن هذا الحديث تلوح عليه علامات الوضع، فهو مما افتراه بعض الوضَّاعين ونسبه كذبًا إلى النَّبيِّ ﷺ، ولا تحلُّ روايته إلا على سبيل التَّحذير منه.
ومن كذب على رسول الله متعمِّدًا فليتبوَّأ مقعده من النار(1). ومن حدَّث عنه بحديثٍ يرى أنه كذبٌ فهو أحد الكاذِبين(2). واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_______________
(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «العلم» باب «إثم من كذب على النبي ﷺ» حديث (110)، ومسلم في «المقدمة» باب «تغليظ الكذب على رسول الله ﷺ» حديث (3) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
(2) أخرجه مسلم في «المقدمة» باب «وجوب الرواية عن الثقات» من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه .