تعدد النيات في العمل الواحد

ما حكم تعدُّد النِّيَّة في العمل الواحد نظرًا لتكرر هذا السُّؤال عند كثيرٍ من النَّاس؟ فمثلًا شخص يدخل المسجد فيُصلِّي ركعتين بنيَّة تحية المسجد وسنة الوضوء وسنة الفجر القبلية، فما حكم ذلك؟ وما هو الأصح؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن النِّيَّات تجارةُ العلماء، فلا حرج أن تقوم بعملٍ وتنوي به أكثر من نِيَّة صالحة، ويتضاعف الثَّواب بتضاعف هذه النِّيَّات، كمن يتصدَّق وينوي أن يكونَ بالصَّدَقة في ظلِّ عرش الرحمن، وأن يصل بها رحمه(1)، وأن يكسو بها مسلمًا أو يطعم بها جائعًا، وأن يتداوى بها، وأن يُفرِّج بها عن مكروبٍ حتى يفرج الله عنه كربات الدُّنْيا والآخرة(2).
إلى آخر هذه النِّيَّات الحسنة، فهذا مما يُثاب عليه المسلم، ومثل ذلك ما ضربْتَه من مثالٍ. زادك اللهُ حِرْصًا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

____________________

(1) فقد أخرج الترمذي في كتاب «الزكاة» باب «ما جاء في الصدقة على ذي القرابة» حديث (658)، والنسائي في كتاب «الزكاة» باب «الصدقة على الأقارب» حديث (2582) من حديث سلمان بن عامر رضي الله عنه : أن النبي ﷺ قال: «الصَّدَقَةُ عَلَى الْـمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ»». وقال الترمذي: «حديث حسن».

(2) فقد أخرج مسلم في كتاب «الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار» باب «فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر» حديث (2699) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، «مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   04 أصول الفقه وقواعده

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend