اللَّجنة الدَّائمة للبحوث العلميَّة والإفتاء تَبَعَ ابنِ بازٍ لا تعذر بالجهل بالسُّجود لغير الله، وقال الصاوي: بل يعذر. أنا أريد إجابةً أجمع عليها كلُّ علماء مجمع فقهاء الشَّريعة بأمريكا؛ لأنها مسألة مهمة.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فالعذر بالجهل يا بني من قضايا الفِتْنة التي أرجو ألا تُكثِر التَّخوُّض فيها، والذي ندين الله تعالى به أن من ثبت له عقد الإسلام لا يزول عنه هذا الحكم إذا تلبَّس ببعض طوارق الشِّرك حتى تُقام عليه الحجَّة الرِّسالية التي يكفر معاندها، ويكون من يقيم عليه الحجَّة أهلًا لذلك.
أما تكفير العوامِّ على هذا النَّحو بالجملة فليس من منهج أهل السُّنَّة في شيءٍ.
وسماحة الشَّيخ ابن باز عالمٌ جليل، بل كان إمامَ عصره ومُقدَّم العُلَماء في زمانه رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة، وقد اضطرب النَّقل عنه في هذه المسألة، ولكن مواقفه العمليَّة في نصرة قضايا الـمُسلِمين حول العالم بما في ذلك المناطق التي تكثر فيها الجهالات وتسود فيها البدع والخرافات أوضح دليل على أنه لم يكن يعتقد تكفيرهم بالجملة، على النَّحو الذي يُقدِّمه بعض من يتصلَّبون في هذه المسائل تصلُّبًا لا مُبرِّر له.
اشتغل يا بني بما ينفعك، واعلم أن كلَّ مسألة لا ينبني عليها عمل فإن الخوض فيها من التَّكلُّف الذي نُهينا عنه، زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.