ما حكم نَعْت الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك بالظالم والقاتل، بدون ظهور حكم عليه بعدُ؟ مع بيان ظلمه قبل هذا. وشكرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأحكام القضائية هي التي يُعوَّل عليها في توقيع العقوبات، فلا تُوقَّع عقوبة معينة إلا بعد ثبوت التهمة ثبوتًا قضائيًّا، تتوافر فيه كل الضمانات القضائية العادلة، ولا يُكتفى في ذلك بما يتقاول به الناس أو يستفيض بينهم.
ولكن الثناء الحسن والثناء السيئ لا يتوقف على ثبوت التهم أمام القضاء، بل يكفي في ذلك الشيوع والاستفاضة، فمن استفاض ظلمه، وشاع في الناس فسقه وجوره، وانطلقت ألسنة المؤمنين بالحطِّ عليه؛ لمجاهرته بالمعاصي، وإدمانه المظالم، واستعلانه بها، فلا حرج في وصفه بما ظهر منه، فالمسلمون شهداء الله في الأرض.
وقد مرت جِنازة برسول الله صلى الله عليه وسلم  فأُثني عليها بخيرٍ حتى تتابعت الألسن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وَجَبَتْ»؛ ومرت به جِنازة فأُثني عليها بِشَرٍّ حتى تتابعت الألسن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وَجَبَتْ». فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، قلت في الجنازة الأولى حيث أُثني عليها خيرًا وجبت وقلت في الثانية كذلك؟ فقال: «هَذَا أثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا، فَوَجَبتْ لَهُ الجَنَّةُ، وهَذَا أثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا، فَوَجَبَتْ لَهُ النَّار، إِنَّكُمْ شُهُودُ الله فِي الْأَرْضِ» مرتين أو ثلاثًا»(1)، وفي رواية أنه قال: «المَلَائِكَةُ شُهُودُ الله فِي السَّمَاءِ، وَأَنْتُمْ شُهُودُ الله فِي الْأَرْضِ»(2).
وقد شهد المسلمون على الحجَّاج بالظلم والجور، بل ومن السلف من جزم بأنه في النار، والحجاج لم يقف فيما نعلم أمام محكمة ولم تصدر ضدَّه أحكام إدانة، ومن تتحدث عنه قد استفاض ظلمه وجوره، والله حسيبه، وعند الله يجتمع الخصوم. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الجنائز» باب «ثناء الناس على الميت» حديث (1367)، ومسلم في كتاب «الجنائز» باب «فيمن يثنى عليه خير أو شر من الموتى» حديث (949)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(2) أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (3/46) حديث (11994)، وابن حجر في «المطالب العالية» (5/454) حديث (880) من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ، وقال ابن حجر: «هذا إسناد ضعيف».