بالنِّسْبة للنَّهي عن المنكر وتحذير النَّاس ونصيحتهم، كثيرًا ما أدخل إلى مواقع عديدة وأشاهد مواضيع مخالفة أو أشك أنها مخالفة، وأيضًا إلى مواقع مشاركة الفيديو، وأشياء أخرى كثيرة.
مثال: دخلت اليوم إلى موقع لمشاركة الفيديو للاطِّلاع على بعض المواضيع، ولكنك تصادف الكثير من المواضيع المخالفة، مثل فيديوهات تُعلِّمك كيف تغش هذا الموقع، وكيف تخترق ذاك الموقع، وكيف تزوِّر أو تنشر بأحد المواقع من غير دفعٍ، أو مواضيع قد يكون فيها تعدٍّ على حقوق الآخرين أو سرقة وغيرها. مما يوجع القلب.
الصَّراحة تُصادفنا هذه الأشياء كثيرًا، ولكنني أولًا لست عالـمًا بالدين لأقول: اعملوا أو لا تعملوا. أخاف أحيانًا أن ما أعتقده غشًّا أو حرامًا يكون غير ذلك.
ثانيًا: أحيانًا يكون من الصعب جدًّا نصيحة كلِّ هؤلاء لكثرة عددهم، وأيضًا بسبب عامل الوقت قد يستغرق ذلك كثيرًا.
السُّؤال هو: هل فرضٌ عليَّ أن أنصحهم؟ هل أستطيع ألا أنصحهم؟ فكثيرًا ما يكون صاحب الفيديو من غير المسلمين، أي: يكون أجنبيًّا أو غيره مثلًا، ومعتقداته مختلفة، فماذا علي أن أنصحه؟ هل أقول له: هذا حرامٌ، وعليك إعادة حقوق النَّاس. وما إلى ذلك؟ هذا الشَّيء متعب.
هل إذا شاهدتُ فيديوهاتهم وقرأت ما يكتبونه ولم أنصحهم أكون قد شاركت في الحرام؟ هل حرامٌ عليَّ أن أشاهد هذه المواضيع؟
هل حرامٌ عليَّ ألا أنصحهم رغم أن النصيحة فرض، وقد تكون القضية بها حقوقُ أناس، أي أن الفيديو يُعلِّم طريقة للغشِّ؟ أم أن صاحب الفيديو ومن يتأثَّر به فقط هم من يُحاسبون؟
أستحلفك بالله أن تردَّ على كلِّ سؤالٍ وأن تُفسِّر لي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن عمرك أمانة بين يديك، ولن تزول قدماك يوم القيامة حتى تُسأل عنه فيم أفنيته، فنصيحتي لك أن تمتنع عن إهدار أوقاتك في مثل هذه المشاهدات العبثيَّة، وأن تستثمره فيما ينفعك في دينك ودنياك.
أما التَّذكير والنَّصيحة فإنها تكون عند رجاء النَّفع، ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى﴾ [الأعلى: 9].
ففارق هذه المواقع غير آسفٍ عليها، وإن أردتَ قبل مفارقتك أن تترك نصيحةً عامة للمُغَيَّبِين في ظلماتها فقد أحسنتَ.
أحسن اللهُ إليك، وزادك حِرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.