ما حكم التعامل مع الجار المنافق؟ هل المفروض أن أصارحه بما يرتكب أم أقاطعه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنما نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر، وليس لأحد أن يحاسب أحدًا على ما استتر من أمره، ولا أن يشق عن صدور الناس ليلتمس إخلاصهم من عدمه، وعندما قَتَل أسامة بن زيد في غزوة من الغزوات رجلًا بعد أن قال: لا إله إلا الله. أنكر عليه النبي ﷺ ولم يقبل منه أنه قالها تعوذًا من السيف، بل قال له: «هَلَّا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ؟»(1) وشدَّد عليه في النكير حتى تمنَّى أسامة أنه لم يكن أسلم إلا في هذا اليوم ليجبَّ الإسلام ما قبله!
فما في القلوب يُترك لعلام الغيوب، وطوبى لعبدٍ شغلته عيوبه عن عيوب الناس، وتبقى النصيحة مبذولة، وينبغي أن تقدم في أحسن حال وأن تقبل على كل حال. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) أخرجه مسلم في كتاب «الإيمان» باب «تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا الله» حديث (96) من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه .