منذ عِدَّة شهور تعرَّفت على فتاة عبر الإنترنت، وهي مسلمة، اعتنقت الإسلامَ حديثًا، وقد أصبحت العلاقةُ بيننا قريبةً وتعرَّفنا على بعضنا أكثر، وهي الآن تمرُّ بأوقاتٍ عصيبة بسبب صديقٍ قديم لها، تُريديني الاستمرارَ بالاتِّصال بها، وهذا يعني أن عليَّ أن أعدها بالزَّواج، لكن ظروفي لا تسمح، فهي أكبر مني سنًّا ومن دولة أجنبيَّة، وأنا شخصيًّا لا مُشكلة لدي في هذا لكن عائلتي لن تسمح بهذا.
أنا محتار في توقُّفي عن الاتِّصال بهذه الفتاة، فهي وحيدة، ولا أحد يُساعدها هناك، ما عدا صديقها هذا الذي ألحق بها الضَّرَر وقد قام بضربها لما علم أنها على اتصال بي، فهو يدَّعي أنه يُحبُّها وينوي الزَّواجَ بها مع أنه مُتزوِّج وله ثلاثة أطفال، وقد علمت من الفتاة أنها ستتزوَّج منه فقط لأنه لا خيار لديها، فهي مسلمةٌ وهو مسلم أيضًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فيُمكنك أن تُوكِّل بها أختًا من الأخوات ترعى شئونها وتُعينها على تجاوز أزماتها ومشكلاتها.
واعلم أن من تلبيس الشَّيطان عليك أن يُزيِّن لك أنك تُعينها وأنها وحيدة وأنك تبتغي بذلك وجهَ الله! كل ذلك تلبيساتٌ شيطانية، فلم تتعيَّن هذه الصلات المشبوهة سبيلًا لتحقيق هذه الإعانة، بل يُمكنك أن تُوكِّل بها من ترعى شئونها من الأخوات الصَّالحات المؤهلات للقيام بهذا الدور، فقف مع نفسك وقفةَ صدقٍ وتدبُّر تُصحِّح بها المسار وتنفض بها عن نفسك الغبار. وفَّقَنا اللهُ وإيَّاك إلى ما يُحِبُّه ويرضاه. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.