أنا شابٌّ في الثامنة والثلاثين، مشكلتي أنني مدمن «ترامادول» منذ 20 عامًا، وأتناول منه يوميًّا كمية تكفي لعشرة أشخاص دون مبالغة، وقد فعلْتُ كل ما يخطر على بال بشر للامتناع عنه، ولم أستطع حتى أصبح مثل الماء والطعام لا أستطيع الاستغناء عنه أبدًا، وأنا الآن بعد أن أصبح هذا الوضع أمرًا واقعًا أريد أن أصلي بانتظام مع العلم أن هذا العقار لا يغيبني عن وعيي ولو لدقيقة واحدة، فقد أصبح تأثيره الوحيد هو أن يجعل مني شخصًا طبيعيًّا فقط لا غير، وأنا أؤكد لك على هذا الأمر جيدًا، فهل أصلي وسوف تقبل صلاتي أم أنه قضي الأمر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا تيأس يا بني من التماس الدواء لدائك، «فَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»(1). فهناك مصحات وأطباء لعلاج الإدمان، وما بقي إلا أن تشحذ عزيمتك، وأن ترفع همتك، وأن تستعين بالله على ذلك.
والصلاة يا بني لا يُسقطها شيء، فبادر إليها على الفور، وما دمت في حالة صحو وحضور عقل فصلاتك صحيحة.
ولكن بقي أن تجتهد في دعاء الأسحار، وأن تصلي بالليل والناس نيام، وأن تضرع إلى أرحم الراحمين أن يكشف عنك العذاب، وأن يرفع عنك البلاء، وأرجو أن تجد من لطائف ربك ورحماته ما لم يكن يخطر لك على بال. والله تعالى أعلى وأعلم.
———————————
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الطلاق» باب «الطلاق في الإغلاق والكره والسكران والمجنون» حديث (5269)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب» حديث (127) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.