لي عدة أسئلة:
والدتي تضع ما يُسمَّى كِرِيم تفتيحٍ تحت عينيها عند الخروج لأن لديها هالاتٍ سوداء تحت عينيها، ولكنني قلتُ لها: هذا حرام، ويجب عدم التزيُّن عند الخروج. فقالت لي: هذا ليس زينةً. وأختاي يفعلان ذلك، بالإضافة إلى وَضْع بضعة مساحيق.
وحاولتُ مَنْعَهم ولكن بلا جدوى، فقمتُ بإخبارِ أبي ليمنع أمي وأُختاي من ذلك فقال لي: حسنًا. وتحمَّس في البداية ولكن بلا جدوى، فهن يفعلن ذلك أمامه ولكن قلَّلْنه قليلًا ولكنه يلفت النظرَ؛ فماذا أفعل؟ وهل عليَّ ذنبٌ على ذلك أم ماذا؟
مع العلم بأنني أخبرتُهم أن هذا حرامٌ فقالوا لي: ليس من شأنك. فأبي لا يقول شيئًا، وهذا صحيحٌ، فهو يقول فقط ولكنهن يخرجن معه واضعاتٍ المساحيق ولا يُعلِّق.
وأيضًا يَقُمْن بإزالة بعضِ الشعر من حواجبهن وهذا حرام.
وأمي ترفض أن أُصلِّي في المسجد بسبب الإنفلونزا المنتشرة، فهل أذهب من دون علمها؟ مع العلم بأنني حاولتُ إقناعَها بلا جدوى، ولم تُوافق، رغم أن أبي موافقٌ ولكنه لا يُحب إغضاب أمي. فماذا أفعل؟
وما حكم وَضْع أغنية «مولاي» للنقشبندي كنغمة للموبايل مع العلم أنها بلا موسيقى، ولكنها بها صوت الدف؟
مع العلم بأنني وأبي وأمي وأخواتي ملتزمون بالصَّلاة والصيام والزكاة، وعمري بعد عدة أيامٍ بإذن الله هو 16 عامًا.
وأختي مخطوبةٌ، وعندما يأتي خطيبُها يُمسك يدها. فهل هذا جائزٌ؟ وما حكم خروجِها معه للتجوال؟ مع العلم أنه شابٌّ صالحٌ وسيُتِمُّ العقدَ قريبًا بإذن الله؟ مع العلم بأن أخواتي وأمي متحجبات.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد أدَّيتَ ما عليك يا بنيَّ بإسداء النصيحة إلى أمك وأخواتك، وقد قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾ [المدثر: 38]، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ [المائدة: 105]، أي إذا نصحتَ فلا يَضُرُّك بعد ذلك عدمُ قبول النصيحة.
ولا ينبغي لخاطب أختك أن يَمَسَّ بَشَرَتَها؛ لأن المخطوبةَ لا تزال أجنبيةً، فلا تحلُّ مباشرتُها ولا الخلوةُ بها إلا بالعقد(1).
وإذا وصل المرض إلى درحة الوباء وأعلن المسئولون عن إجراءات احترازية كإغلاق المدارس ونحوه فهنا يمتهد سبيل إلى القول بالتخلف عن الجماعات، أما إذا لم يصل الأمر إلى هذا الحد فلا يظهر أن الاحتجاجَ بوجود هذا المرض يسوغ ترك الجماعات وإغلاق المساجد، فعاود مناصحةَ أُمَّك واستعن بالله ولا تعجز(2).
ولا نرى وضعَ أغنية النقشبنديِّ على هاتفك؛ فإن الدفَّ إنما يُشرع في الأعراس وفي الأعياد ونحوها من المناسبات السارة.
بارك اللهُ فيك وزادك حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_______________________
(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الجهاد والسير» باب «من اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجة» حديث (3006)، ومسلم في كتاب «الحج» باب «سفر المرأة مع محرم» حديث (1341) من حديث ابن عباس ب أن النبي ﷺ قال: «لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ، وَلَا تُسَافِرِ الْـمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ». فقام رجل فقال: يا رسول الله، إن امرأتي خرجت حاجَّة، وإني اكْتُتِبْتُ في غزوة كذا وكذا. قال: «انْطَلِقْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ».
(2 ) فقد أخرج مسلم في كتاب «القدر» باب «في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة» حديث (2664) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «الْـمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى الله مِنَ الْـمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بالله وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ الله وَمَا شَاءَ فَعَلَ. فَإِنَّ (لَوْ) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ».