هل مسح الفراش عند النوم يكون باليد أم بطرف الثوب كما في السنة؟ مع العلم أن الواحد قد يكون لابسًا بنطلونًا، وهل يكون المسح عندما يريد الإنسان أن ينام؟ أم إذا قام من الليل للحاجة ورجع مرة أخرى للفراش؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الذي يظهر أن المقصود هو مسح الفراش سواء أكان ذلك باليد أم بطرف الثوب أم بثوب خارجي؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ»(1).
وأحسب أن الإشارة إلى داخلة الإزار خرج مخرج الغالب، والأمر في ذلك واسع، والذي يظهر لي أن التكليف بذلك إذا أوى إلى فراشه في أول ليله ولا يصدق ذلك على من تعارَّ من الليل فقام لعارض يسير ثم عاد إلى فراشه، فإن هذا العارض اليسير لا يقطع ما قام به من نفض لفراشه أول الليل.
ومما ذكره بعض الباحثين في توجيه ذلك، بالإضافة إلى ما يشي به ظاهر الحديث من أنه للتخلُّص مما عسى أن يكون قد خلفه في فراشه من الهوام ونحوه؛ أن الإنسان إذا أوى إلى مضجعه تتساقط من جلده بعض الخلايا الميتة التي تؤدي إلى أمراض مستعصية والتي لا تزول إلا بمثل هذه الوسيلة، وأيًّا كان الأمر فإن الأصل في المسلم هو الاتباع؛ سواء عليه أعلم الحكمة أم جهلها. والله تعالى أعلى وأعلم.
______________________
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «الدعوات» باب «التعوذ والقراءة عند المنام» حديث (6320)، ومسلم في كتاب «الذكر والدعاء» باب «ما يقول عند النوم» حديث (2714).