السؤال:
أنا شاب أحب الدين وملتزم، كنت أتناقش مع أحد أصدقائي غير الملتزمين، فقال لي: هل يجب أن أتزوج متدينة؟ قلت له: طبعًا افرض- لا قدر الله- أنك تدينت كيف تتحمل تبرجها؟ على سبيل المزاح.
ثم في نفس اللحظة أصابني همٌّ وغمٌّ، كيف أقول: لا قدر الله. على التديُّن وهو أفضل شيء يحدُث للعبد وأفضل شيء في الدنيا هو الدين. وأصابني غمٌّ وهمٌّ كبيرٌ: هل مس إسلامي شيء؟ هل هذه ردة والعياذ بالله؟! أفدني جزاك الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأرجو أن تكون زلَّة لسانٍ غير مقصودة، وأن تكون في دائرة العفو إن شاء الله {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]، وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى قال: «قَدْ فَعَلْتُ»([1]).
فجدِّد التوبة، واحتط في عبارتك، ولا تجعل شيئًا مما يتعلق بالدين والتديُّن مادةَ مزحٍ واستظرافٍ، فـ«إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ الله لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ»([2]). ولكن لا يعظم ذنب مع التوبة، فربك واسع المغفرة([3]). والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
([1]) أخرجه مسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق» حديث (126) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
([2]) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الرقاق» باب «حفظ اللسان» حديث (6478)، ومسلم في كتاب «الزهد والرقائق» باب «التكلم بالكلمة يهوي بها في النار» حديث (2988)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْـمَشْرِقِ وَالْـمَغْرِبِ».
([3]) قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)} [النجم: 32].