كنت شابًّا قويًّا وطموحًا وفي صحة جيدة، وعملتُ وتفوَّقتُ على نفسي، واجتهدتُ كثيرًا، كلُّ هذا بفضل الله وكَرَمِه، حسدني غيري على هذه النعمة وبعدها أحسست بالمرارات كلِّها مِن وَقْفٍ في الحال لدرجة أنني كنت أُدلِّل على بضاعةٍ عندي مع أنها جيدةٌ وعالية في القيمة وسعرها متوسط ولا أعرف كيف أبيعها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل والآن أجد تعبًا شديدًا في قدمي وذهبتُ للطبيب كثيرًا ولم أجد شيئًا.
فهل للعين أَثَرٌ على ذلك المرض، والله إنه ليُرهقني جسديًّا ونفسيًّا؛ فإنني قد أصبحت لا أستطيع المشيَ المنتظم وأجد ناسًا تعيبني، ودعوتُ اللهَ كثيرًا أن يُخفِّف عني وأنتظر العَوْن منه.
أصبحت الآن أجلس وحدي وبدأت أخاف من اليَأْس، ماذا أفعل بالله عليك؟ وكل عام أنتم بخيرٍ.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فتقبَّل اللهُ منا ومنك صالحَ الأعمال، ومَسَح عليك بيمينه الشافية، وجمع لك بين الأجر والعافية، اللهمَّ آمين.
أمَّا ما ذكرتَ من العين يا حبيب فإن العين حقٌّ، وقد تُدخِل الجملَ القِدْرَ والرَّجُلَ القبر، ودواؤها عند الخوف منها أن تبرك فتقول: ما شاء اللهُ لا قوة إلا بالله، وأن تتحصَّن بالأدعية والأوراد الشَّرْعية المعروفة، وأن توثق صلتك بالله عز و جل ، وأن تُحسن ظنَّك بربِّك، وأن تُوقن أنه لا يسوق الخيرَ إلا الله، ولا يصرف السوء إلا الله.
وإني لأرجو أن تكون هذه فترة ابتلاء عارضة تستعيد بعدها عافيتك، وتسترد بعدها ما فاتك، ولله ألطافٌ خفيَّة؛ فأَحسِنِ الظَّنَّ به، وأخلص العبودية له، وانتظر من فيوضاته ورحماته ما تَقَرُّ به عينُك ما لم يكن يخطر لك على بال. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.