الإخوة الكرام، جزاكم الله خيرًا، لي سؤال وأريد الإجابة، وأسأل الله أن يجعلكم سببًا في هدايتي.
مشايخنا الفضلاء، ما هي أنجع الطرق لعلاج أمراض القلوب مثل النظر إلى الصور الفاضحة وفعل العادة السيئة؟ كيف يمكن تطهير القلب من هذه الآفات مع كثرة الفتن؟ يا شيخنا أنا أعلم أن وجود الفتن ليس عذرًا للوقوع في المعاصي، يا شيخ الفتن كثيرة جدًّا والنساء- هداهن الله- يخرجن متبرجات وخاصة في بلدي، على الرغم من أن بلدنا إسلامي ولكن أغلب النساء لا يغطين وجوههن فضلًا عن اللباس الكاسي العاري، وأنا لا أعلم كيف يسمح آباؤهن بذلك.
يا شيخ إن نفسي أزهد في النظر إلى الحرام وترك العادة السيئة وأنا غير متزوج وأنا في التخطيط لمشروع زواج ولكني منتظر نقودًا لكي أستطيع الزواج.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالسبيل إلى ذلك أن تتعاهد إيمانك، وأن تحرص على زيادته وتقويته، والإيمان يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي، وأن تتجنب الوحدة ورفقاء السوء، وأن تحرص على مخالطة الأخيار، فلا تصحب من الناس إلا من يدلك على الله حاله ويذكرك بالله مقاله، وأن تذكر نفسك دائمًا بفضيلة غض البصر، وأن تضع نصب عينيك دائمًا قول الله جل وعلا: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ [النور: 30]، وأن تكثر من الصوم فإنه يكسر حدة الشهوة، ويضيق مجاري الشيطان في الجسد، ثم دوام الضراعة إلى الله جل وعلا أن يرزقك التقى والهدى والعفاف والغنى، وأن يصرف عنك السوء والفحشاء، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ثم مع هذا كله أن تسارع إلى الزواج؛ فلا شيء أسكن لنفوس العزاب من الزواج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، والله تعالى أعلى وأعلم.