عائلتي سيئة السمعة

لديَّ ثلاثةُ إخوةٍ، أختان وأخ، ارتكبوا الزِّنى، بل وأنجبوا من هذا الفعل الحرام، وهذا ما جعل سمعتنا سيئةً جدًّا بين معارفنا. وأنا لديَّ سؤالٌ: هل لأن عائلتي هكذا فأنا سيئةٌ أيضًا؟ كلُّ الناس يُحبُّونني لأدبي والتزامي بأمور دِيني، إلا أنه لا أحد يخطبني، وهذا يُتعبني ويتعب والدي. كيف أتجاوز هذا الأمر؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فبالقسط قامت السَّماوات والأرض، ومن القسط الذي سطره الله في كتبه أنه: لا تزر وازرةٌ ورز أخرى، قال تعالى: ﴿أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى *  وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى *  أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى *  وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم: 36- 39].
فأَحْسِني الظَّن بربك وثقي برحمته وعدله، واعلمي أن ما قسمه اللهُ لك في الأزل سيُدركك لا محالة، وسيأتيك مَن تستحقِّينه وتَسْعَدِين معه بإذن الله، ولكن الله أراد أن يفتح لك في هذه المرحلة بابًا من أرفع أبواب العبودية، ألا وهي عبودية الصبر.
واعلمي أن الفرجَ مع الصبر، وأن اليسرَ مع العسر(1)، وأنه لن يغلب عسرٌ يسرين(2). ونسأل الله أن يجعل لك من كلِّ همٍّ فرجًا ومن كلِّ ضيق مخرجًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

______________

(1) قال تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *  إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ [الشرح: 5-6].

(2) فقد أخرج مالك في «موطئه» (2/446) حديث (961) عن أبي عبيدة بن الجراح أنه كتب إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعًا من الروم وما يتخوف منهم، فكتب إليه عمر بن الخطاب: أما بعد فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة يجعل الله بعده فرجًا، وأنه لن يغلب عسر يسرين، وأن الله تعالى يقول في كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 200].

وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه :

  • وَلَرُبَّ نَازِلَةٍ يَضِيقُ لَـهَا الْفَتَى
  • ذرعًا وعند الله منها المخرجُ
  • ضاقت فلمَّا استحكمت حلقاتها
  • فرجت وكنتُ أظنُّها لا تفرجُ

 

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend