أملك هاتفًا غاليَ الثمن، فسألني رجل بسيط الحال: «بكم هذا الهاتف؟» فاستحييت أن أقول له الثمن الفعلي؛ مراعاة لشعوره، فقلت له ثمنًا أرخص، وقلت له: إنه هدية مع أني اشتريته، هل هذا يُعدُّ كذبًا؛ لأنني قلت له ذلك وأنا صائم في رمضان وأشعر بالذنب؟ وجزاكَ الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد كان لك فيما ذكرت نيةٌ صالحة، وتأويل أرجو أن يغفر الله لك بسببه.
ولكن لا تعُدْ إلى الكذب مرة أخرى، وتستطيع في مثل هذه المواقف أن تُعَرِّضَ بدلًا من الإخبار بما يخالف الواقع، فإن في المعاريض مندوحة عن الكذب(1). كأن تقول له: سعرُهُ معقول والحمد لله، أو ليس غاليًا، وتقصد ليس غاليًا مقارنة بغيره، ونحو ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.
____________________
(1) فقد أخرج البيهقي في «شعب الإيمان» (4/ 203) حديث (4794) عن مطرف بن عبد الله قال: أقبلنا مع عمران بن حصين من البصرة إلى الكوفة فما من غداة إلا يناشد فيها الشعر ويذكر فيها أيامَ العرب، وكان يقول: إن في المعاريض مندوحة عن الكذب. وقال البيهقي: «هذا هو الصحيح موقوفًا».